رائحة الثوم قد تزعج الأنف لكنّه يُريح الشرايين ويخفض الضغط وبالدليل العلمي المؤكد.
1- ذُكر الثوم في القرآن ضمن ما أنبت الله لبني إسرائيل «وفومها وعدسها وبصلها»، وقيل إن “الفوم” هو الثوم. ووُصف بـ “الأدنى” لا لدناءته وقلة قيمته، بل لأنه من خيرات الأرض، بينما كان المنّ والسلوى رزقاً من السماء.
2- رائحته نافذة ولكنه حبّه واسع حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو 60–70% من الناس يحبّون طعمه وفائدته، بينما 30% يتحفّظون عليه بسبب رائحته أو تأثيره الهضمي وعلى أي حال تحترم هذه الاختيارات الشخصية ومع الطهي، تقلّ الرائحة بنسبة تصل إلى 80%
3- و على كل حال فإن رائحته مكروهة في المساجد وقد قال ﷺ كما في الصحيحين «من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنّ مسجدنا».والمقصود بالنهي تنزيهيّ، أي لا يقترب المسجد حتى تزول الرائحة؛ حفاظاً على راحة المصلين، لا تحريماً لأكل الثوم نفسه.
4- نتائج مثبتة علمياً بتخفيض ضغط الدم و في تحليل تلوي لـ 12 تجربة سريرية على 553 شخصاً أظهر أن مكملات الثوم تخفض ضغط الدم الانقباضي بنحو 8 مم زئبق والانبساطي بنحو 5.5 مم، وهو تأثير يقارب بعض أدوية الضغط الخفيفة مثل المدرات.
5- الآلية الفسيولوجية تعتمد على ما يحتويه الثوم من مركبات كبريتية أبرزها الأليسين (Allicin)، التي تثبط إنزيم ACE (كأدوية الضغط)، وتُحفّز إنتاج أكسيد النيتريك (NO) وغاز H₂S، مما يوسّع الأوعية ويُقلل المقاومة الدموية.
6- الثوم المعتّق أكثر فاعلية و تشير الدراسات الحديثة إلى أن الثوم المعتّق (Aged Garlic Extract) هو الأكثر فاعلية في خفض الضغط وتحسين مرونة الشرايين، خصوصاً لمن يتجاوز ضغطهم الانقباضي 140 مم زئبق .لأن عملية التعتيق تقلّل المركبات المهيجة وتحافظ على الأليسين النشط بشكل أطول.
7- مدة ظهور الفائدة: تبدأ النتائج بالظهور عادة بعد 6–12 أسبوعاً من الاستخدام المنتظم، مع نمط حياة صحي وغذاء متوازن.وتختلف الاستجابة من شخص لآخر، لذا يُفضَّل تقييم الضغط بعد 8 أسابيع لمعرفة مدى التحسّن.
8- الجرعة المثبتة علمياً هي من 600–900 ملغ يومياً من المستخلص القياسي، أو ما يعادل فصّاً إلى فصّين طازجين (3–5 غرام)، ويُفضل هرسه وتركه دقيقتين قبل الطبخ لتفعيل الأليسين.
9- تحذيرات مهمة !! يُستخدم بحذر عند من يتناول مميعات دم (كالأسبرين أو الوارفارين)، أو من لديه جراحة قريبة أو اضطرابات تخثّر، إذ قد يزيد الثوم من سيولة الدم.
10- الخلاصة: الثوم متوافر في المطبخ, نافذ الرائحة، عظيم النفع،
من لا يرتاح له فله عذره، ومن يحبه و يعرف قدره يجده رفيقاً للصحة لا بديلاً عن الطب.
محمد حسان الذنيبات -استشاري أمراض و زراعة الكلى و ضغط الدم
