أظهرت الدراسات أن كريمات تبييض الوجه أصبحت شائعة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، حيث يتجه العديد من الأشخاص إلى استخدامها لأغراض تجميلية وعلاجية. قالت الدكتورة سارة العلي، أخصائية الجلدية، إن "الكريمات التي تحتوي على مكونات مثل الهيدروكينون أو الأحماض الفاكهية قد تساعد في تفتيح البشرة، ولكن يجب استخدامها بحذر". وأضافت أن "استخدام هذه الكريمات يجب أن يكون تحت إشراف طبي لتجنب الآثار الجانبية".
بينما أشار تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك مخاطر محتملة مرتبطة باستخدام كريمات تبييض البشرة، خاصة تلك التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة. وأوضحت أن "الاستخدام المطول لهذه المنتجات يمكن أن يؤدي إلى تلف الجلد وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد". لذا، يُنصح بإجراء بحث شامل حول مكونات الكريم قبل استخدامه.
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة Dermatology Research أن بعض المكونات الطبيعية قد تكون فعالة في تفتيح البشرة بدون المخاطر المرتبطة بالمواد الكيميائية. أوضح الباحثون أن "المستخلصات الطبيعية مثل الكركم والألوة فيرا يمكن أن توفر نتائج إيجابية". وهذا يشير إلى أهمية البحث عن خيارات أكثر أمانًا.
من جهة أخرى، أضافت الدكتورة ليلى الحسن، استشارية الأمراض الجلدية، أن "العناية بالبشرة تشمل أيضًا استخدام واقي الشمس، حيث أن التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى تفاقم تصبغ البشرة". مشيرة إلى أن "الوقاية هي الخطوة الأولى للحفاظ على بشرة صحية".
فوائد كريمات تبييض الوجه
أفادت الدكتورة سارة العلي أن كريمات تبييض الوجه يمكن أن تقدم فوائد متعددة إذا تم استخدامها بشكل صحيح. وأوضحت أن "الكريمات التي تحتوي على مكونات فعالة مثل الأحماض الفاكهية، يمكن أن تساعد في تقشير الجلد وتحفيز نمو خلايا جديدة". هذا يمكن أن يجعل البشرة تبدو أكثر إشراقًا ونعومة.
أما عن الفوائد الأخرى، فقد أشار تقرير من الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية إلى أن كريمات التبييض قد تساعد في تقليل ظهور البقع الداكنة والنمش. وأوضح التقرير أن "الاستخدام المنتظم لهذه الكريمات يمكن أن يحقق نتائج ملحوظة خلال بضعة أسابيع".
بينما أكدت دراسة أجريت في جامعة هارفارد أن بعض المكونات النشطة في كريمات التبييض، مثل النياسيناميد، يمكن أن تساعد في تحسين مظهر البشرة بشكل عام. وأشار الباحثون إلى أن "هذه المركبات تساعد في تقليل الالتهابات وتحسين مرونة الجلد".
ومع ذلك، حذرت الدكتورة ليلى الحسن من أن "تأثيرات هذه الكريمات تعتمد على نوع البشرة وخصائصها". لذا يُنصح بإجراء اختبار على منطقة صغيرة من الجلد قبل الاستخدام الكامل.
المكونات الشائعة في كريمات تبييض الوجه
أوضح تقرير من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن بعض المكونات الشائعة في كريمات تبييض الوجه تشمل الهيدروكينون، والذي يعتبر من أكثر المكونات فعالية في تفتيح البشرة. قالت الدكتورة سارة العلي، "الهيدروكينون يعمل عن طريق تثبيط إنتاج الميلانين، مما يساعد في تفتيح البقع الداكنة". ومع ذلك، أضافت أن "الاستخدام المفرط قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل تهيج الجلد".
بينما أشار تقرير من الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية إلى أن مكونات أخرى مثل الأحماض الفاكهية، مثل حمض الجليكوليك وحمض الساليسيليك، قد تكون فعالة أيضًا في تقشير البشرة وتحسين مظهرها. وأوضحت أن "هذه الأحماض تعمل على إزالة الخلايا الميتة من سطح الجلد، مما يؤدي إلى بشرة أكثر إشراقًا".
كشفت دراسة نشرت في مجلة International Journal of Dermatology أن بعض المستخلصات الطبيعية، مثل مستخلص الكركم، تحتوي على خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، مما يجعلها خياراً جيداً لتفتيح البشرة. وأوضح الباحثون أن "الاستخدام المنتظم لهذه المستخلصات يمكن أن يُحسن من مظهر البشرة بشكل ملحوظ".
وأشارت الدكتورة ليلى الحسن إلى أهمية قراءة ملصقات المنتجات بعناية قبل الشراء، حيث أن بعض الكريمات تحتوي على مكونات ضارة أو غير فعالة. وأكدت على ضرورة استشارة طبيب الجلدية للحصول على توصيات مناسبة.
المخاطر المحتملة لاستخدام كريمات التبييض
حذر العديد من الأطباء من المخاطر المرتبطة باستخدام كريمات تبييض الوجه، خاصة تلك التي تحتوي على مكونات كيميائية قاسية. أوضح الدكتور أحمد الشامي، أخصائي الجلدية، أن "الاستخدام المطول للهيدروكينون قد يؤدي إلى تهيج الجلد، وظهور بقع بيضاء". وأضاف أن "بعض الدراسات أشارت إلى أن هذه المنتجات قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد".
كما أشار تقرير من منظمة الصحة العالمية إلى أن العديد من كريمات التبييض تحتوي على مكونات محظورة في بعض الدول، مثل الزئبق. وأكد التقرير أن "استخدام هذه المواد يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك تلف الكلى".
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة Environmental Health Perspectives أن التعرض للمواد الكيميائية الضارة في كريمات التبييض قد يؤثر على النظام الهرموني للجسم. وأوضح الباحثون أن "التعرض المفرط لهذه المواد يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة".
في الوقت نفسه، أكدت الدكتورة ليلى الحسن على أهمية استخدام كريمات التبييض بشكل مسؤول، مشيرة إلى أن "الوقاية خير من العلاج". يُنصح دائمًا باستشارة طبيب الجلدية قبل بدء أي نظام للعناية بالبشرة.
