تُعبّر قراءة ضغط الدم عن الضغط الذي يُحدثه الدم على جدران الشرايين. قراءة ضغط الدم تتمثل بقراءتين، الأولى هي ضغط الدم الانقباضي. يشكل ضغط الدم الانقباضي القراءة العليا والتي تعبر عن الضغط أثناء انقباض القلب. أما القراءة الثانية فهي ضغط الدم الانبساطي وتُمثل ضغط الدم أثناء راحة القلب بين كل انقباضة والأخرى.
على الرغم من أن قراءة 120/80 مم زئبق تُعتبر طبيعية، إلا أن هناك عوامل تؤثر في قراءة ضغط الدم. هذه العوامل تشمل العمر وحجم الجسم. مثلاً، معدلات ضغط الدم تكون أقل من الحد الطبيعي في الرضع والأطفال مقارنة بالبالغين وكبار السن.
جمعية القلب الأمريكية اعتمدت قراءة أي من البسط أو المقام فوق 120/80 مؤشراً على معاناة المصاب من ارتفاع ضغط الدم. وفي المقابل، يُعتبر انخفاض ضغط الدم حالة مرضية في حال ظهور أعراض. هناك الكثير من الأشخاص الذين تكون قراءة ضغطهم الانقباضي أقل من 100 مم زئبق، ومع ذلك لا تظهر عليهم أعراض.
أسباب انخفاض الضغط
هناك مجموعة من الأسباب التي قد تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، ومنها المكوث في السرير لفترة طويلة. من جهة أخرى، الحمل يُعدّ أحد الأسباب الشائعة لانخفاض ضغط الدم خلال الأشهر الأولى من الحمل.
نقص حجم الدم يمكن أن يتسبب أيضاً في انخفاض ضغط الدم. ومن المشاكل الصحية التي تتسبب بانخفاض حجم الدم: الجفاف، والإصابات الخطيرة، والنزف الداخلي. بدوره، هناك بعض أنواع الأدوية التي قد تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم كأثر جانبي.
حاصرات مستقبل بيتا تُستخدم في علاج بعض مشاكل القلب، وقد تساهم أيضاً في انخفاض ضغط الدم. بعض الأدوية الأخرى مثل مضادات الاكتئاب والأدوية المستخدمة في علاج الضعف الجنسي قد تؤدي إلى هذه المشكلة. مشاكل الغدد الصمّاء مثل السكري قد تسفر أيضاً عن انخفاض ضغط الدم.
نصائح في حالات انخفاض الضغط
يجدر بالمصاب بانخفاض ضغط الدم اتباع بعض النصائح والإرشادات. من الضروري الحرص على القيام ببطء بعد الجلوس. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحرص على بطء الحركة عند تغيير الوضعية من الاستلقاء إلى الجلوس.
زيادة كمية الماء المتناولة تُعتبر من النصائح الهامة أيضاً. تناول وجبات صغيرة ومتكررة يُساعد في تحسين الوضع، وينصح المختصون بالاستلقاء بعد تناول الوجبات. رفع رأس السرير باستخدام قطع من الطوب أو الكتب قد يُساعد في حالات انخفاض ضغط الدم.
تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة من الزمن يُعتبر أيضاً مهماً. الامتناع عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل النوم يُعدّ نصيحة جيدة. كما يجب الإقلاع عن شرب الكحول لتجنب تفاقم الحالة.
أهمية التشخيص المبكر
التشخيص المبكر لحالات انخفاض ضغط الدم يُعتبر أمراً ضرورياً لتجنب المضاعفات. قال الدكتور أحمد طه، أخصائي القلب في مستشفى الملك فيصل، إن انخفاض ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى أعراض خطيرة مثل الدوخة والإغماء. وأكد أن العلاج المبكر يساعد في تحسين الحالة.
وأضافت الدكتورة ليلى الخطيب، أخصائية الغدد الصماء، أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم يجب عليهم مراجعة الطبيب بشكل دوري. وهذا يُساعد في الحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.
دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية الأمريكية أظهرت أن انخفاض ضغط الدم يمكن أن يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمشاكل القلب. وذكرت الدراسة أن الأعراض يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، خاصةً إذا كانت متكررة.
نصائح للوقاية
الوقاية من انخفاض ضغط الدم تتطلب اتباع نمط حياة صحي. تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن يُسهم في تعزيز صحة القلب. يقول الدكتور سامر الجبالي، أخصائي التغذية، إن الأطعمة الغنية بالصوديوم قد تساعد في رفع ضغط الدم، ولكن يجب تناولها بحذر.
كما أن ممارسة الرياضة بانتظام تعزز من الدورة الدموية. وأكدت الدكتورة منى الزين، أخصائية العلاج الطبيعي، أن التمارين الرياضية تُساعد في تحسين ضغط الدم. من المهم أيضاً تجنب التدخين والمشروبات الكحولية.
دراسة أجريت في جامعة هارفارد أظهرت أن تنظيم النوم والتقليل من التوتر يُعتبران من العوامل المهمة في الحفاظ على ضغط الدم. وقد أكدت الدراسة أن النوم الكافي يُسهم في تحسين صحة القلب.
أهمية استشارة الطبيب
استشارة الطبيب تعتبر خطوة هامة في حالة استمرار أعراض انخفاض ضغط الدم. يقول الدكتور يوسف النعيمي، استشاري الباطنية، إن الفحص الدوري يساعد في الكشف المبكر عن أي مشاكل صحية محتملة. ويُنصح المرضى بعدم تجاهل الأعراض حتى لو كانت خفيفة.
وبينت دراسة نشرت في المجلة الدولية للأبحاث الصحية أن التشخيص المبكر يُسهم في تحسين نتائج العلاج. وأكدت الدراسة على أهمية الفحص الدوري للأشخاص المعرضين لمخاطر صحية.
قالت الدكتورة فاطمة العلي، أخصائية القلب، إن عدم معالجة انخفاض ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وأشارت إلى أهمية العلاج الفوري للأعراض مثل الدوخة والإغماء.
خلاصة
معدل الضغط المنخفض يُعتبر حالة صحية يجب التعامل معها بجدية. من المهم أن يقوم الشخص بمراقبة ضغط الدم بانتظام. كما يجب عليه استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.
اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك التغذية السليمة والنشاط البدني، يُساعد في الوقاية من انخفاض ضغط الدم. ومن المهم أيضاً أن يكون الشخص على دراية بالأعراض والعوامل التي قد تؤدي إلى هذه الحالة.
في النهاية، يُعتبر الوعي والمعرفة حول معدل الضغط المنخفض وأسباب انخفاضه ضرورية للحفاظ على الصحة العامة. من خلال اتباع النصائح الطبية ومراجعة الطبيب عند الحاجة، يمكن للأفراد تجنب المخاطر المحتملة المرتبطة بانخفاض ضغط الدم.
