تعتبر تغذية الأطفال في سنتهم الأولى أمراً حيوياً لنموهم وصحتهم. يتطلب الأمر مستوى عالٍ من التوازن بين العناصر الغذائية اللازمة. وفي هذا الجانب، يؤكد الدكتور سامي الجراح، استشاري طب الأطفال، على أهمية الرضاعة الطبيعية في تعزيز صحة الأطفال. حيث أشار إلى أن الرضاعة الطبيعية وحدها تغطي احتياجات الطفل الغذائية حتى عمر ستة أشهر.
من جهته، أضاف الدكتور أحمد منصور، أخصائي تغذية الأطفال، أن إدخال الأغذية الصلبة يجب أن يتم بحذر ووفقاً لتطور مهارات الطفل. موضحاً أن التوقيت المثالي يبدأ عادة بين الأربعة إلى ستة أشهر، وذلك عندما تكون مهارات الطفل في الجلوس والتحكم برأسه قد تطورت.
دراسة أجراها باحثون في جامعة هارفارد أكدت أن الأطفال الذين يحصلون على تغذية سليمة في الأشهر الأولى من حياتهم يكونون أقل عرضة للإصابة بمشاكل النمو في المستقبل. ويجب أن يكون لدى الأهل وعي كامل بأهمية إدخال الأغذية المناسبة في وقتها.
أكل الطفل ذو الأربعة شهور
يمكن البدء بتقديم المأكولات الصلبة للطفل عندما تكون مهاراته التي تلزم لتناول الطعام قد تطوّرت. لكن الطبيب كان له رأي آخر، حيث أكد أن التوقيت يعتمد على قدرة الطفل على الجلوس والتحكم في رأسه. وأشار إلى أن هذه المهارات تتطور عادةً بين الشهر الرابع إلى السادس.
وأوضح الدكتور سامي الجراح أن الأطفال عادةً يتوقفون عن دفع الطعام للخارج، وهو ما يُسمّى بالبلع العكسي. وهذا يعني أنهم مستعدون لتناول الطعام. من المهم أيضاً أن يكون الطفل قد تضاعف وزنه عن وزن الولادة وأن يحصل على قسط كافٍ من النوم.
دراسة نشرتها مجلة التغذية الأمريكية تشير إلى أن إدخال الخضار قبل الفواكه يساعد في تحفيز الطفل على تناول أطعمة متنوعة. ويجب أن تُقدم الأطعمة المهروسة بشكل تدريجي، مع مراقبة ردود فعل الطفل تجاه كل نوع جديد من الطعام.
نصائح لبدء تقديم الطعام للطفل
هناك عدة خطوات يجب اتباعها لتقديم الأطعمة الصلبة للطفل. قال الدكتور أحمد منصور: "يجب البدء بتقديم نوع واحد من الطعام دون إضافة الملح أو السكر. هذه الخطوة مهمة لتحديد ردود فعل الطفل."
وأضاف موضحاً أنه يُنصح بتقديم العناصر الغذائية الأساسية مثل الزنك والحديد في هذا العمر. وتوجد هذه العناصر في اللحوم المهروسة والحبوب المدعمة بالحديد.
دراسة من جامعة كامبريدج أكدت أن تقديم حبوب الأطفال مع حليب الأم أو الحليب الصناعي يشجع الطفل على تناول الطعام. ويجب على الأهل زيادة كميات الطعام المقدمة تدريجياً وفقاً لاحتياجات الطفل.
الطريقة السليمة لإطعام الطفل ذو الأربعة أشهر
ينبغي أن يجلس الطفل بشكل مستقيم أثناء تناول الطعام. ويقول الدكتور سامي الجراح: "تجنب تقديم الأطعمة الصلبة في زجاجة الرضاعة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الاختناق."
كما ينصح بالتحدث مع الطفل أثناء إطعامه. هذا يساعد في تشجيعه على تناول الطعام ويمنع تشتت انتباهه. وفي هذا الجانب، تجدر الإشارة إلى أهمية استخدام ملعقة نظيفة لنقل الطعام.
دراسة أكدت أن وضع الطعام في طبق بدلاً من إطعام الطفل مباشرةً من وعاء حفظ الأطعمة يساعد في تقليل خطر نقل البكتيريا. وبذلك، يجب أن يكون استخدام الأواني النظيفة جزءاً من الروتين اليومي.
تنويع الأطعمة المقدمة للطفل
يُعتبر تنويع الأطعمة المقدمة للطفل أمراً مهماً. قال الدكتور أحمد منصور: "يجب تقديم الخضار والفواكه المهروسة مثل الموز والتفاح."
وأضاف أن اللحوم المهروسة مثل الدجاج واللحم البقري تعتبر مصادر مهمة للبروتين. ومن المهم أن تستمر الأم في الرضاعة الطبيعية بجانب الأطعمة الجديدة.
دراسة من جامعة هارفارد أظهرت أن إدخال الأطعمة الجديدة بحذر يساعد في تجنب الحساسية. يُنصح بتقديم الطعام الجديد خلال فترات مختلفة لرصد أي ردود فعل سلبية ممكنة.
علامات تدل على جاهزية الطفل للطعام الصلب
يمكن للأهل أن يلاحظوا علامات تدل على جاهزية الطفل لتناول الطعام الصلب. قال الدكتور سامي الجراح: "من العلامات الممكنة، اهتمام الطفل بالطعام عندما يراه وإمكانية الجلوس بمفرده."
وأضاف أن قدرة الطفل على التحكم بالشفة السفلية لالتقاط الطعام تعد من العلامات المهمة. كما يجب أن يكون الطفل قد توقف عن دفع الطعام للخارج.
دراسة نشرت في مجلة التغذية للأطفال تشير إلى أن تطوير مهارات الطفل في تناول الطعام يمكن أن يكون مفيداً لصحة الفم. لذا، يجب أن يبدأ الأهل في تقديم الطعام في الوقت المناسب.
