غالبا ما يصاحب فترة الحمل عدة تغييرات فيسيولوجية في الجسم، مثل زيادة الوزن، والتغييرات الحاصلة في المعدة، وما يحدث من انتفاخ وحموضة وإمساك وغيرها. لكن هناك تغييرات تكون خطيرة وغير مستحبة خلال الحمل، كارتفاع ضغط الدم.
ويعتبر ضغط دم الحامل مرتفعا عندما يكون 90/140 مليمتر زئبق أو أكثر. وفي هذا الجانب، يقول الأطباء إن ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل يعد من أبرز المخاطر التي تواجه صحة الأم والجنين. وأضاف الدكتور الشمري أنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تسمم الحمل، مما يستدعي مراقبة دقيقة للحالة الصحية للحامل.
من جهته، بين الدكتور محمد العلي، أخصائي أمراض القلب، أن ارتفاع ضغط الدم في الحمل قد يكون نتيجة لعدة عوامل، منها زيادة الوزن والتوتر النفسي. موضحا أن النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن قبل الحمل يكن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع الضغط.
وأشار إلى أن الضغوط النفسية خلال الحمل تمثل عامل خطر إضافي يمكن أن يسهم في تفاقم المشكلة. وأوضح أن التشخيص المبكر والاهتمام بالعوامل المسببة يعدان من الأمور الحيوية للحفاظ على صحة الحامل.
وكشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض النساء والتوليد عن أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة الأم والجنين.
وأظهرت الدراسة أن حوالي 10% من النساء الحوامل يعانين من ارتفاع ضغط الدم، مما يرفع من مخاطر حدوث مضاعفات مثل الولادة المبكرة أو انخفاض وزن المولود. وبينت الدراسة أن المتابعة الطبية المنتظمة تلعب دوراً أساسياً في تقليل هذه المخاطر.
أسباب ارتفاع الضغط لدى الحوامل
تتعدد أسباب ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، حيث قال الدكتور سامي الخطيب، استشاري الغدد الصماء، إن إصابة الجسم بالحساسية تجاه الحمل تعتبر من أبرز الأسباب. موضحا أن هذه الحساسية قد تحدث خاصة في الحمل الأول، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. وأشار إلى أن الحمل بتوأم أو الحمل العنقودي يزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مما يستدعي متابعة دقيقة من الأطباء.
وأضافت الدكتورة ليلى النمر، أخصائية التغذية، أن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالأملاح يمكن أن يسهم بشكل كبير في ارتفاع ضغط الدم. موضحة أن زيادة الملح في النظام الغذائي قد يؤدي إلى احتباس السوائل، مما يزيد من ضغط الدم. كما أكدت على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن خلال الحمل لتقليل المخاطر.
وبينت دراسة قام بها الباحثون في جامعة هارفارد أن الضغوط النفسية تلعب دورا هاما في ارتفاع ضغط الدم لدى الحوامل. وأظهرت الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من ضغوط نفسية مرتفعة يكن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم. مما يجعل من المهم توفير بيئة هادئة ومريحة للحامل.
المخاطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
تشير الدراسات إلى أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى تغيرات خطيرة في القلب والأوعية الدموية. وفي هذا السياق، قال الدكتور فهد القحطاني، استشاري أمراض القلب، إنه من الطبيعي زيادة كمية الدم خلال فترة الحمل، لكن هذا الأمر قد لا يحدث عند المرأة المصابة بتسمم الحمل. موضحا أن زيادة الضغط يمكن أن تؤدي إلى قلة تدفق الدم إلى الجنين، مما يعرضه للخطر.
وأضافت الدكتورة سعاد الزهراني، أخصائية أمراض النساء، أن ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى تغييرات في عمل الكلى والكبد، حيث يمكن أن يرتفع مستوى الإنزيمات وقد تحدث جلطات في الأوعية الدموية. وأكدت على أهمية إجراء الفحوصات الدورية لتفادي هذه المخاطر. وأوضحت أن الكشف المبكر عن أي ارتفاع في الضغط يمكن أن يسهم في تقليل المخاطر الصحية.
كشفت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا عن أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يؤثر على صحة الأم والجنين. حيث أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من ضغط دم مرتفع قد يواجهن مخاطر أكبر للإجهاض أو الولادة المبكرة. وأكدت الدراسة على ضرورة متابعة ضغط الدم بانتظام خلال فترة الحمل.
طرق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
قال الدكتور ناصر الهديب، استشاري أمراض النساء، إنه يجب على الحوامل مراقبة ضغط الدم بشكل دوري، حيث أن التشخيص المبكر يمكن أن يساعد في تقليل المضاعفات. وأكد على أهمية الالتزام بالنظام الغذائي الصحي للوقاية من ارتفاع الضغط.
وفي ذات السياق، أشارت الدكتورة فاطمة العسيري، أخصائية التغذية، إلى ضرورة تقليل كمية الملح المضافة للطعام. موضحة أن تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز والبطاطس يمكن أن يسهم في تقليل ضغط الدم. وأكدت على أهمية تناول الكالسيوم والزيوت الطبيعية ضمن النظام الغذائي.
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة التغذية السريرية أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين قد يساعد في تقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل. وأوضحت الدراسة أن استخدام الأسبرين قد يساهم في تحسين تدفق الدم للأوعية الدموية، مما يقلل من احتمالية حدوث مضاعفات.
