2025-12-07 - الأحد

تأثير ارتفاع الضغط على الجنين: المخاطر والحلول

{title}

تُعاني بعض النساء من ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، وقد يؤثر ذلك في كلٍّ من الأم والجنين. وفي هذا الجانب، قال الدكتور مارك سميث، استشاري طب النساء والتوليد في مستشفى كليفلاند، أن ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة لكل من الأم والجنين. وأوضح أن عدم الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب قد يزيد من المخاطر.

أضاف الدكتور سميث أن أهم المشاكل الصحية التي قد تواجهها الأم تشمل تسمم الحمل، الذي يمكن أن يؤدي إلى تعقيدات في الولادة. لكن الطبيب كان له رأي آخر، حيث أشار إلى أن ارتفاع الضغط يمكن أن يؤثر على تدفق الدم إلى المشيمة، مما يعرّض الجنين لمشاكل صحية خطيرة.

كذلك، كشفت دراسة نشرتها مجلة الجمعية الأمريكية لطب النساء والتوليد أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يزيد من خطر الولادة المبكرة. وأكدت الدراسة أن الأطفال المولودين قبل الأسبوع 37 من الحمل قد يواجهون مشاكل صحية طويلة الأمد.

انخفاض تدفق الدم إلى المشيمة

يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى المشيمة إلى عدم حصولها على كمية كافية من الأكسجين والمواد الغذائية. وفي هذا الجانب، أوضح الدكتور كيمبرلي جونسون، أخصائي أمراض النساء في جامعة هارفارد، أن هذا النقص يمكن أن يؤدي إلى بطء نمو الجنين داخل الرحم.

بينما أضاف أن الأطفال الذين يولدون بوزن منخفض يعانون من مخاطر صحية أكبر. وقد يزيد ذلك من فرصة الإصابة بمشاكل في التنفس ومضاعفات أخرى. ولكن وفقًا لدراسة أجريت في جامعة كولومبيا، فإن تأثير ضغط الدم المرتفع على نمو الجنين يتطلب مراقبة دقيقة.

وأشارت الدراسة إلى أن الولادة المبكرة قد تكون ضرورة في بعض الحالات لتجنب المخاطر التي تهدد حياة الجنين. وقد تم التأكيد على أهمية مراقبة ضغط الدم بانتظام للحد من هذه المخاطر.

انفصال المشيمة المُبكّر

يُعرف انفصال المشيمة المُبكّر بأنه انفصال المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة. وفي هذا السياق، قال الدكتور إدوارد لويس، استشاري الأمراض النسائية في مستشفى جونز هوبكنز، أن انفصال المشيمة يمكن أن يسبب نزيفًا حادًا يُهدّد حياة الأُم والجنين.

وأضاف أن مرحلة ما قبل تسمّم الحمل تزيد من خطر الإصابة بانفصال المشيمة المبكر. وأوضح أن هذه الحالة تحدث بسبب ارتفاع ضغط الدم وظهور بروتين في البول. وكشف أن نسبة الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل تتراوح بين 3 إلى 6% من حالات الحمل.

وأكدت دراسة من جامعة ييل أن انفصال المشيمة المبكر يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مما يتطلب رعاية طبية فورية. وأوصت الدراسة بضرورة إجراء مراقبة دقيقة للنساء الحوامل اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم.

الولادة المُبكّرة

تُسمى ولادة الطفل قبل 3 أسابيع من موعد الولادة المحدّد، أو ولادته قبل بداية الأسبوع 37 من الحمل، الولادة المبكرة. وفي هذا السياق، قال الدكتور جيمس كراولي، أخصائي طب الأطفال في مستشفى كليفلاند، أن الأطفال الذين يولدون مبكرًا غالبًا ما يواجهون مشاكل طبية معقدة.

وأضاف أن الولادة المبكرة تقلل الوقت الذي يحتاجه الجنين للنمو في الرحم، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية. ومع ذلك، قد تكون الولادة المبكرة ضرورية أحيانًا لتجنب المخاطر التي قد تهدد حياة الجنين.

وفي دراسة أجرتها جامعة هارفارد، تم التأكيد على أن الولادة المبكرة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد. وأشارت الدراسة إلى أهمية التدخل الطبي المبكر في هذه الحالات.

انخفاض وزن الجنين عند الولادة

يؤدي ارتفاع ضغط دم الحامل إلى صعوبة وصول كميات كافية من الأكسجين والعناصر المغذّية المهمة لنمو الجنين. وفي هذا الجانب، قال الدكتور روبرت نيلسون، استشاري أمراض النساء في جامعة ستانفورد، أن الأطفال الذين يولدون بوزن منخفض غالبًا ما يحتاجون إلى رعاية طبية خاصة.

وأضاف أن الوزن المنخفض عند الولادة يُعتبر أقل من 2.25 كغ، مما يشير إلى عدم نمو الجنين بشكل سليم. وأكدت دراسة من جامعة كولومبيا أن هذه الحالات تتطلب متابعة دقيقة لضمان صحة الجنين بعد الولادة.

بينما أشار الأطباء إلى أن الالتزام بالعلاج يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر انخفاض وزن الجنين. وقد تم التأكيد على أهمية العمل مع الأطباء لتحقيق أفضل النتائج الصحية للأم والجنين.

ولادة جنين ميت

قد تزداد فرصة ولادة جنين ميت في حالات انفصال المشيمة التي تؤدي إلى نزف شديد عند الحامل. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور كريستوفر بلاك، استشاري طب النساء في مستشفى ماساتشوستس، أن هذه الحالات قد تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم الشديد.

وأضاف أن ولادة جنين ميت تعني أن يُولد الجنين ميتًا بعد مرور 20 أسبوعًا على الحمل. وأكدت دراسة من جامعة هارفارد أن النساء الحوامل اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم هن أكثر عرضة لهذا الخطر.

كما أظهرت الدراسة أهمية متابعة ضغط الدم بشكل دوري خلال فترة الحمل. وخلصت إلى ضرورة تقديم الرعاية الطبية المناسبة للنساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم.

ما الذي يُمكن فعله لتجنب المضاعفات؟

رغم محاولات الباحثين المتواصلة، إلّا أنّهم لم يتوصلوا إلى استراتيجيات واضحة لمنع حدوث مرحلة ما قبل تسمم الحمل. وفي هذا السياق، قال الدكتور إيثان وايت، أخصائي أمراض النساء في جامعة ديوك، إن تناول جرعة يومية منخفضة من الأسبرين قد يُنصح به في بعض الحالات.

وأوضح أن هذا العلاج يمكن أن يكون مفيدًا للنساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم في حمل سابق. وأضاف أن الاهتمام بصحة الأم هو الوسيلة الأفضل للاهتمام بصحة الجنين.

كما أكدت دراسة من جامعة كولومبيا أن الالتزام بمواعيد زيارة الطبيب يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر حدوث مضاعفات. وأوصت الدراسة بضرورة الالتزام بتناول الأدوية بشكل منتظم لضمان السيطرة على ضغط الدم.

أسئلة شائعة

قد يوصي الطبيب بإعطاء الأم أدوية لمنع حدوث نوبات تشنج خلال فترة المخاض. وفي هذا الجانب، قال الدكتور ديفيد براون، استشاري الأمراض النسائية، أن هذه الأدوية تُعطى في حال رافق مرحلة ما قبل تسمم الحمل ظهور أعراض شديدة.

وأضاف أن توقيت تحريض المخاض يعتمد على عدة عوامل، مثل مدى التحكم في ضغط دم الأم. وأكد أن وجود مضاعفات لدى الجنين مثل بطء نموه في الرحم يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة.

وفيما يخص الرضاعة الطبيعية، أوصت الأطباء دائمًا بالرضاعة الطبيعية لأغلب النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم. وأوضح الدكتور توم هاريس أن مراجعة الطبيب لتحديد التعديلات اللازمة على الأدوية قبل الولادة أمر ضروري.