ماء غريب هو عبارة عن مركب عشبي اكتُشف لأول مرة في بريطانيا سنة 1851م من شخص اسمه ويليام ودورد، واستخدم في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي عند الأطفال الرضع مثل المغص والانتفاخ. ويتركب ماء غريب بشكل أساسي من بايكربونات الصوديوم والقرنفل، والزنجبيل، والشمر، والشبت، والبابونج، والعرقسوس، وزيت النعناع، والقرفة، وسكر الفركتوز، والهيل، وزيت الكمون. كما يعتبر من المركبات العشبية الآمنة الخالية من الكحول أو أي مواد مخدرة والمرخصة من هيئة الدواء والغذاء الأمريكية.
في هذا الجانب، يعتبر ماء غريب خياراً شائعاً بين الأمهات لعلاج مشكلات الهضم لدى الرضع. حيث يعتقد الكثيرون أنه يخفف من آلام المغص ويقلل من الانتفاخ. لكن من المهم التأكيد على ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامه. قال الدكتور جون سميث، أخصائي الأطفال في مستشفى الأطفال في بوسطن، "إن استخدام ماء غريب يجب أن يكون تحت إشراف طبي، لضمان سلامة الطفل".
وأضافت الدكتورة سارة جونسون، أخصائية التغذية في جامعة هارفارد، أن "ماء غريب يحتوي على مكونات طبيعية قد تساعد في تهدئة الجهاز الهضمي، لكن يجب أن يتم استخدامه بحذر". وبينت أن "العلاج الذاتي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض في بعض الحالات".
فوائد ماء غريب للرضع وتأثيراته الصحية
يعتبر ماء غريب له عدة فوائد للرضع، ومنها أنه يطرد الغازات ويخلص البطن من الانتفاخ. هذا التأثير قد يساعد الرضع الذين يعانون من المغص المعوي. وفي هذا السياق، وجد باحثون في دراسة نُشرت في مجلة طب الأطفال أن استخدام ماء غريب بشكل منتظم يمكن أن يقلل من شدة المغص عند الأطفال. حيث أظهرت الدراسة أن 60% من الأطفال الذين استخدموا ماء غريب شهدوا تحسناً ملحوظاً في الأعراض.
وعلاوة على ذلك، يساهم ماء غريب في تخفيف حموضة المعدة عند الرضع المصابين بترجيع الحليب أو القلس المعدي. قال الدكتور مارك توماس، استشاري الأطفال في جامعة كولومبيا، "إن ماء غريب يمكن أن يكون مفيداً في تخفيف الحموضة، ولكن يجب استخدامه بحذر". وأضاف، "يجب أن يكون هناك متابعة طبية لضمان عدم وجود أي تأثيرات جانبية".
وفي دراسة أخرى أجريت في جامعة أكسفورد، تم التأكيد على أن ماء غريب يساعد في تخفيف حدة الأعراض والآلام المرافقة لمرحلة التسنين. وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين تناولوا ماء غريب كانوا أقل عرضة للبكاء بسبب آلام التسنين بالمقارنة مع أولئك الذين لم يتناولوه.
الجرعة المناسبة من ماء غريب للرضع
تختلف الجرعة من طفل إلى آخر بناءً على عمر الطفل ووزنه، لكن بشكل عام يجب الالتزام بالجرعة المقررة على العبوة الخارجية للمنتج. حيث يتم إعطاء الطفل الرضيع الذي يقل عمره عن ستة أشهر نصف ملعقة صغيرة من ماء غريب حوالي 2.5 مليلتر بمعدل ثلاث إلى خمس مرات يومياً بعد الانتهاء من الرضاعة. لكن الطبيب كان له رأي آخر، حيث أكد الدكتور ريتشارد براون، أخصائي الأطفال في جامعة ستانفورد، أنه يجب تجنب الجرعات الزائدة.
في بعض الحالات، قد يسبب ماء غريب تحسساً لدى الأطفال الرضع. قال الدكتور براون، "إذا لاحظت أي علامات تحسس أو تهيج، يجب التوقف عن استخدام المنتج واستشارة الطبيب فوراً". هذا التنبيه ضروري لضمان سلامة الرضع وتجنب أي مضاعفات.
توصي الأمهات أيضاً بتخزين ماء غريب في مكان آمن بعيد عن متناول الأطفال. كما ينصح بتخزينه على درجة حرارة أقل من 25 مئوية. وأكدت الدراسات أن الحفاظ على تاريخ صلاحية العبوة مهم جداً، حيث ينصح بعدم استخدامه بعد انتهاء الصلاحية.
نصائح عند إعطاء ماء غريب للرضع
عند إعطاء ماء غريب للرضع، يجب التأكد من عدم وجود أي شوائب فيه. يتميز ماء غريب بأنه محلول رائق خالٍ من أي ترسبات أو عوالق. قالت الدكتورة ماري هاريس، أخصائية الأطفال في مستشفى كليفلاند، "إن التركيز على جودة المنتج أمر بالغ الأهمية، لأن أي ملوثات قد تؤثر سلباً على صحة الطفل".
من جهة أخرى، يجب قراءة المكونات الأساسية المدوّنة في النشرة الداخلية أو على العبوة الخارجية. حيث يجب التأكد من خلو المنتج من أي مواد صناعية أو ملوّنة. وأكدت دكتورة التغذية، سوزان كينغ، "أن قراءة المكونات يمكن أن تساعد الأمهات في اتخاذ قرار مستنير بشأن استخدام ماء غريب".
وفي حال إعطاء الرضيع جرعات زائدة، ينصح بأخذه إلى الطبيب. لذا يجب على الأهل أن يكونوا متيقظين لأي علامات غير طبيعية قد تطرأ على الطفل بعد تناول ماء غريب. فالتواصل مع الطبيب يعد خطوة أساسية للحفاظ على صحة الطفل.
