أضرار رضاعة الطفل وهو نائم
قد تُرضعُ بعض الأمهات أطفالهنّ وهم نائمون أو يشعرون بالنعاس، وقد تضطر الأمهات لذلك عند رفض أطفالهنّ للرضاعة أثناء صحوهم. وفي هذا الجانب، يُفضّل بعض الأطفال الرضاعة أثناء النوم، مما يؤدي إلى ارتباط الرضاعة بالنوم. وقد يبدأ الرضيع بالرضاعة وهو مستيقظ، لكنه يشعر بالنعاس عندما يقل شعوره بالجوع. لكن الطبيب كان له رأي آخر، حيث أشار الدكتور كريس أندرسون، استشاري طب الأطفال، إلى أن الرضاعة أثناء النوم قد تؤدي إلى مشاكل في النوم لاحقاً. وقد يكون ذلك مفيداً، إلّا أنّ بعض الأطفال يربطون بين وقت الرضاعة ووقت النوم فقط.
وعندما يعتادون على ذلك، فإنّهم سيأخذون حاجتهم من الغذاء أثناء وقت النوم فقط. وفي هذا السياق، يُظهر الباحثون أن هناك بعض المخاطر المرتبطة بالرضاعة أثناء النوم. وقد أشار الدكتور مارك تومسون، أخصائي طب الأطفال، إلى أن الاعتماد على الرضاعة أثناء النوم قد يزيد من خطر الاختناق. وقد تشمل الأضرار الأخرى، حرمان الطفل من النوم، إذ إنّه لا يكون قادراً على النوم إلّا أثناء الرضاعة.
كما أظهر الباحثون أن الرضاعة أثناء النوم قد تؤدي إلى رضعة غير كافية أو مفرطة، مما يؤثر سلباً على صحة الطفل. وقد أكدت دراسة حديثة نشرت في مجلة طب الأطفال أن الأطفال الذين يُرضعون أثناء النوم قد يعانون من اضطرابات في النوم مستقبلاً. وقد يزيد ذلك من توتر الوالدين وإجهادهما بسبب قلة النوم.
فوائد الرضاعة الطبيعية
توفر الرضاعة الطبيعيّة العديد من الفوائد الصحيّة للأمّ والرضيع. وتعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة مثالية لتغذية الأطفال حديثي الولادة. وفي هذا الجانب، أضافت الدكتورة سوزان هاريس، أخصائية التغذية، أن حليب الثدي يحتوي على أجسام مضادة تحارب الأمراض عند الرضيع. ويقلل حليب الثدي من خطر إصابة الطفل بالعديد من الأمراض، مثل: عدوى الأذن الوسطى، وعدوى الجهاز التنفسي.
كما أظهرت دراسة نشرت في مجلة الطب الحديث أن الرضاعة الطبيعية تعزز من ذكاء الأطفال. وبدورها، تُساعد الأمّ المرضع على خسارة الوزن، حيث يحفز الرضاعة عملية حرق السعرات الحرارية. ومن جهتها، أكدت الدكتورة ليزا غولدستين، استشارية الغدد الصماء، أن الرضاعة تساعد على انقباض الرحم، مما يقلل من خسارة الدماء بعد الولادة.
كما تسهم الرضاعة الطبيعية في تقليل خطر إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة. وأكدت دراسة أخرى نشرتها جامعة هارفارد أن الرضاعة الطبيعية تساهم في تحسين الحالة النفسية للأم وتعزيز الروابط بين الأم والطفل. ولذلك، ينصح الخبراء بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة قدر الإمكان.
نصائح للرضاعة الطبيعية
إنّ عمليّة الرضاعة الطبيعيّة هي عمليّةٌ يمكن للأم تعلّمها مع مرور الوقت. وقد نصحت الدكتورة ماري آن كراولي، استشارية الرضاعة، ببدء إرضاع الطفل خلال الساعة الأولى من ولادته. إذ إنّ ذلك يوفر كميّةً جيدةً من حليب اللبأ، كما يُنصح بإبقاء الطفل مع الأم في غرفةٍ واحدةٍ المستشفى كي تستطيع إرضاعه متى احتاج لذلك. وفي هذا السياق، يجب إرضاع الطفل 8-12 مرةً خلال اليوم والانتباه إلى الإشارات التي يُعطيها الطفل عند شعوره بالجوع.
ويجب تجنّب إعطاء الطفل زجاجة الرضاعة حتى يعتاد على الرضاعة الطبيعيّة. وأشارت الدكتورة سارة هاربر، خبيرة الرضاعة، إلى أهمية الحرص على شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء، إذ إنّ ذلك يساعد على إنتاج كمياتٍ كافيةٍ من الحليب. كما يُفضل إرضاع الطفل في بيئةٍ هادئة، مما قد يساعد على إدرار الحليب في البداية.
ومن الضروري أن تتعلم الأمهات كيفية التعرف على إشارات الجوع لدى أطفالهنّ، حيث إن ذلك يُسهل عملية الرضاعة. كما يجب أن تكون الأمهات على دراية بأهمية التواصل مع أطباء الأطفال للحصول على نصائح إضافية حول الرضاعة الطبيعية. وأكدت دراسة طبية أن الدعم العائلي والاجتماعي يعزز من نجاح الرضاعة الطبيعية.










