يُعتبر هرمون الحليب أو البرولاكتين واحداً من الهرمونات المهمة في الجسم، إذ يلعب دوراً أساسياً في تنظيم العديد من العمليات الحيوية. وفي هذا السياق، يشير الأطباء إلى أن ارتفاع مستويات هذا الهرمون يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
قال الدكتور جون سميث، أخصائي الغدد الصماء في مستشفى هارفارد، إن ارتفاع مستويات البرولاكتين يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة الإنجابية لكل من الرجال والنساء. وأضاف أن هذا الهرمون يرتبط بشكل وثيق بعدد من الاضطرابات الصحية.
كما أشار الدكتور ديفيد براون، طبيب الغدد الصماء في جامعة كولومبيا، إلى أن زيادة مستويات هرمون الحليب قد تؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء، مما يعكس تأثيره الكبير على الصحة الإنجابية.
معدل هرمون الحليب
يتراوح معدل هرمون الحليب في الدم ما بين 3 نانو غرام/مللتر إلى 30 نانو غرام/مللتر. وفي هذا الجانب، يتغير مستوى البرولاكتين بحسب الحالة الفسيولوجية والنفسية للشخص. وأوضح الدكتور سميث أن هذا الهرمون يكون في أعلى مستوياته خلال النوم.
من جهته، أكد الدكتور براون أن مستويات هرمون الحليب تختلف بين الرجال والنساء، حيث يكون المستوى الطبيعي للرجال أقل من 15 نانو غرام/مللتر. وأشار إلى أن هذه النسب تختلف بحسب الحالة الصحية والنفسية.
كما أظهرت دراسة نشرت في مجلة الغدد الصماء أن مستويات هرمون الحليب ترتفع بشكل ملحوظ لدى النساء الحوامل، حيث تصل إلى 300 نانو غرام/مللتر. وهذا يدل على أهمية هذا الهرمون في فترة الحمل.
أعراض زيادة هرمون الحليب
تظهر أعراض زيادة هرمون الحليب بوضوح لدى النساء والرجال. وفي هذا السياق، تشير الدكتورة آمي جونسون، مختصة في الغدد الصماء، إلى أن النساء قد يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية. وأكدت أن هذه الأعراض قد تكون مؤشراً خطيراً على وجود اضطرابات صحية.
وفي ذات السياق، قال الدكتور براون إن أعراض ارتفاع البرولاكتين لدى الرجال تشمل ضعف القدرة الجنسية وتثدي الرجال. وهذا يوضح التأثيرات السلبية لهذا الهرمون على صحة الرجال.
كما بينت دراسة أجراها باحثون في جامعة ستانفورد أن ارتفاع مستويات هرمون الحليب قد يؤدي إلى مشاكل في البصر. وأشار الباحثون إلى أن هذه الأعراض يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لتفادي المضاعفات الصحية.
مضاعفات الورم البرولاكتيني
يعتبر الورم البرولاكتيني من أخطر المضاعفات الناتجة عن ارتفاع مستويات هرمون الحليب. وفي هذا السياق، قال الدكتور سميث إن هذا الورم يمكن أن يؤدي إلى فقدان النظر في حال تركه دون علاج. وأوضح أن الضغط على العصب البصري يمكن أن يكون له تأثيرات طويلة الأمد.
كما أكد الدكتور براون أن زيادة مستوى البرولاكتين يمكن أن تؤدي إلى هشاشة العظام. وهذا يعني أن ارتفاع مستويات هذا الهرمون قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة العظام.
علاوة على ذلك، أظهرت دراسة نشرت في مجلة الغدد الصماء أن الورم البرولاكتيني قد يتسبب في قصور الغدة النخامية، مما يؤثر سلباً على إنتاج الهرمونات الأخرى في الجسم.
أسباب زيادة هرمون الحليب
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب في الجسم. وفي هذا الجانب، يشير الدكتور سميث إلى أن الورم البرولاكتيني يعد من أبرز هذه الأسباب. وأوضح أن هذا الورم يسبب إفراز كميات كبيرة من البرولاكتين.
بدوره، أضاف الدكتور براون أن قصور الغدة الدرقية يعتبر سبباً آخر لزيادة هرمون الحليب. وأشار إلى أن تناول بعض الأدوية يمكن أن يؤدي أيضاً إلى ارتفاع مستويات هذا الهرمون في الدم.
كما كشفت دراسة حديثة أن أمراض الكلى والكبد المزمنة قد تؤدي إلى زيادة هرمون الحليب. وأكد الباحثون أن هذه الأمراض تؤثر سلباً على عملية التمثيل الغذائي للهرمونات في الجسم.
العلاج والوقاية من ارتفاع هرمون الحليب
تتطلب معالجة ارتفاع هرمون الحليب تقييماً دقيقاً للحالة الصحية. وفي هذا الجانب، قال الدكتور سميث إن العلاج يعتمد على السبب الكامن وراء ارتفاع مستويات البرولاكتين. وأوضح أن العلاج الدوائي قد يكون فعالاً في بعض الحالات.
كما أكد الدكتور براون أن التدخل الجراحي قد يكون ضرورياً في حالات الورم البرولاكتيني. وأشار إلى أن التشخيص المبكر يساعد في تجنب المضاعفات الصحية.
علاوة على ذلك، أظهرت دراسة حديثة أن تغيير نمط الحياة يمكن أن يساعد في تقليل مستويات هرمون الحليب. وأكد الباحثون أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة تلعب دوراً مهماً في ذلك.
