2025-10-12 - الأحد

تطبيقات التنجيم: استنزاف جيوب المستخدمين بتنبؤات غير دقيقة

{title}

تطبيقات التنجيم: استنزاف جيوب المستخدمين بتنبؤات غير دقيقة

في الآونة الأخيرة، انتشرت تطبيقات التنجيم التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في متاجر التطبيقات الشهيرة، حيث تجمع بين علم الفلك والتنجيم، وتوهم المستخدمين بتقديم تنبؤات دقيقة ورؤى حول حياتهم الشخصية والمهنية، بالإضافة إلى علاقاتهم الاجتماعية والعاطفية، والصحة، وقراءة الأبراج، وغيرها من الخدمات، وذلك مقابل رسوم مالية. هذه التطبيقات تحظى بإقبال كبير من قبل ملايين الأشخاص حول العالم، الذين يستسلمون للأوهام التي تروج لها.

تنوع التطبيقات وادعاءاتها

تتعدد التطبيقات التي تروج لعلم الأبراج والتنجيم، حيث تدعي أنها تقدم توقعات شخصية وتحليلات لمخطط الميلاد، وتوافق الأبراج، زاعمة أنها تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتواصل مع المنجمين. بعض هذه التطبيقات تدعي أنها تركز على العلاقات الإنسانية من خلال بيانات وكالة "ناسا"، وتقدم قراءات يومية شخصية، وتسمح بمقارنة مخططات ميلاد الأصدقاء لفهم التوافق بينهم.

الاشتراكات والرسوم

تقدم بعض التطبيقات خدمات مثل الأبراج اليومية، ومخططات الميلاد، وقراءات فلكية، بالإضافة إلى استشارات شخصية مع منجمين، حيث توفر فترة تجريبية مجانية، وبعدها يلتزم المستخدم بدفع رسوم اشتراك. تختلف رسوم الاشتراك بشكل كبير بناءً على التطبيق ومقدم الخدمة، حيث توجد تطبيقات تتطلب اشتراكاً شهرياً مدفوعاً، بينما تقدم أخرى محتوى مجانياً مع خيارات مدفوعة للوصول إلى ميزات إضافية أو استشارات خاصة مع منجمين.

أنظمة الدفع المختلفة

بعض التطبيقات تعتمد على نظام الرصيد أو النقاط التي يمكن شراؤها، أو تقديمها كخدمة مدفوعة بنظام الدفع عند الاستخدام. هناك تطبيقات تروج لنفسها على أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنجيم، مستندة إلى نتائج وكالة "ناسا" لتوقع الأبراج.

أرباح سوق التنجيم

تشير الدراسات إلى أن أرباح سوق الأبراج تصل سنوياً إلى ملياري دولار، حيث أن الأجيال الجديدة، وخاصة المولودين بعد عام 2000، يستفسرون دائماً عن أبراج الآخرين، مما يشير إلى ازدهار مستقبلي لهذه السوق بأشكال رقمية مختلفة تماماً عن السابق.

تحذيرات من التنجيم

قال إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن هناك فروقاً كبيرة بين ما تروج له هذه التطبيقات وبين تلك المعنية بالفلك، محذراً من تصديق ما تروج له من توقعات فلكية وأحداث لا يعلمها إلا الله. وأكد الجروان أن المعلومات التي تقدمها تطبيقات التنجيم ليس لها أي أساس علمي، وتستهدف أموال المستخدمين، مشيراً إلى أن التنجيم محرم شرعاً، ولا يعتبر ضمن العلوم، بل يُعدّ دجلاً، لأنه يفتقر إلى المنهج العلمي ولا يستطيع أن يفسر أو يثبت ارتباط الحظ بالأجرام السماوية مثل النجوم.

استغلال الاحتياجات النفسية

أوضح الجروان أن مطوري هذه التطبيقات يستغلون الاحتياجات النفسية لبعض الأشخاص للحصول على المال، مضيفاً أن علم الفلك هو علم تطبيقي ونظري مرتبط بالعلوم الأخرى مثل الفيزياء والرياضيات والجيولوجيا، وقد تطور المنهج التجريبي له عبر العصور. علم الفلك يحتاج إلى دراسة وفهم، ويعتمد على المعلومات والحقائق، وهو من أقدم العلوم التي اشتهر بها العرب، حيث استطاعوا تسمية أكثر من 300 نجم، بالإضافة إلى البروج وما يتبعها من توابع.

التطبيقات الفلكية المعتمدة

وأشار الجروان إلى أن هناك تطبيقات فلكية معتمدة يمكن الاستعانة بها، والتي تقدم معلومات وخدمات متنوعة تفيد المستخدمين، مثل مواقيت الصلاة، والخسوف، والكسوف، والحج، وغيرها من التطبيقات التي توضح الأحداث الفلكية ومواقع الأجرام السماوية.

2 مليار دولار سنوياً أرباح سوق الأبراج.

إبراهيم الجروان:

• التنجيم يفتقد المنهج العلمي، ولا يستطيع أن يُفسّـر أو يثبت ارتباط الحظ بالأجرام السماوية.