2025-10-12 - الأحد

شكاوى من انبعاث الروائح المزعجة في دبي وبلدية دبي تتعهد بحل المشكلة

{title}

شكاوى من انبعاث الروائح المزعجة في دبي وبلدية دبي تتعهد بحل المشكلة

أعرب عدد من المواطنين القاطنين في مناطق ند الشبا الرابعة والورقاء في دبي عن استيائهم من انبعاث روائح مزعجة بشكل مستمر، حيث أشاروا إلى أن هذه الروائح تسبب لهم إحراجًا شديدًا أثناء استقبال ضيوفهم، مما يدفعهم إلى إغلاق نوافذ منازلهم بشكل دائم، حتى في الأوقات التي يكون فيها الطقس معتدلاً.

وأوضح المواطنون أن هذه المشكلة تعود لسنوات طويلة، مطالبين الجهات المعنية باتخاذ إجراءات فعلية لإنهاء هذه المعاناة. وقد عزوا أسباب الروائح إلى محطات معالجة مياه الصرف الصحي القريبة، بالإضافة إلى تأخر إجراء الصيانة الدورية لها، مع نشاط الرياح ليلاً.

في المقابل، أكدت بلدية دبي أنها وضعت خطة عمل لتطوير محطة ورسان، تهدف إلى معالجة مياه الصرف بما يتناسب مع النهضة العمرانية المتسارعة في الإمارة. كما أكدت عزمها إدخال تقنيات مستدامة متقدمة لمعالجة مياه الصرف الصحي.

وفي تفاصيل الشكاوى، قال المواطن محمد عبدالله: "منذ انتقالي للسكن في منزلي بمنطقة ند الشبا الرابعة في عام 2021، أعاني من رائحة مزعجة تنتشر بين الحين والآخر، وتمتد إلى داخل المنزل، مما يشكل مصدر إزعاج لي ولأسرتي، فضلاً عن الإحراج الكبير الذي نتعرض له أثناء استقبالنا للضيوف". وأضاف: "على الرغم من استخدامنا الدائم للمنظفات والمعطرات، إلا أنها تعتبر حلولاً مؤقتة تنتهي بانتهاء تأثيرها".

وأشار إلى أن هذه المشكلة قد أثرت على فرحة الانتقال للمنزل الذي بناه، حيث انتقل إليه برفقة أبنائه الثلاثة، داعيًا الجهات المختصة للنظر في الموضوع وإيجاد الحلول المناسبة. كما ذكرت (أم عبدالله)، القاطنة في المنطقة منذ 13 عامًا، أن المشكلة تمتد لسنوات طويلة، قائلة: "لا نعرف مصدر الروائح، فنحن لسنا من أهل الاختصاص، كما أن المنطقة بعيدة عن المناطق المعرضة لمثل هذه المشكلة".

وأضافت: "هناك فترات تشتد فيها الروائح، وتستمر لساعات، خاصة في المساء، وتنتشر بقوة داخل المنزل، مما يحول دون شعورنا بالراحة وقدرتنا على الذهاب للنوم". وأشارت إلى أن هذه المشكلة تؤثر في سمعة المنطقة المعروفة بهدوئها وجمالها الذي يعكس جهود بلدية دبي في التشجير والاهتمام بالنظافة.

وذكرت (أم شمسة)، التي تزور أمها في المنطقة ذاتها، أنها تفاجأت بالرائحة المزعجة، حيث تظهر في فترات معينة، الأمر الذي لا يحدث أثناء زيارة مناطق أخرى في الإمارة. وقالت: "لا أعلم الأسباب، خاصة أن المنطقة نظيفة جداً، وحتى حاويات النفايات نظيفة، ونادراً ما تجد نفايات خارجها".

من جانبه، قال أحمد إبراهيم، وهو أحد العاملين في منطقة الورقاء، إن رواد المطاعم والمقاهي في شارع الجزائر يواجهون المشكلة ليلاً بسبب قوة الروائح، مشيرًا إلى أنهم لا يستطيعون تناول الطعام في ظل انتشارها. وتابع أن الروائح قوية، ولا يستطيع عمال المطاعم فتح النوافذ أو التراس في أشهر الشتاء.

ولاحظ أن رواد حديقة الورقاء لا يستطيعون ممارسة الرياضة في بعض الأوقات بسبب الروائح، والخوف من أن تسبب لهم أمراضًا تنفسية واختناقات. وأعرب عدد من سكان منطقة الورقاء (3) و(4) عن استيائهم من انتشار الروائح المزعجة، مؤكدين أنها تؤثر في حياتهم اليومية منذ سنوات طويلة، دون اتخاذ حل جذري ينهي المعاناة. وأكدوا أن الروائح، التي وصفوها بأنها تشبه رائحة الصرف الصحي أو النفايات، تتكرر بشكل مزعج في فترات مختلفة من اليوم، وتزداد حدة في فصل الشتاء.

هدر الأوقات الجميلة

وقالت حمدة أحمد، من سكان "الورقاء 3"، إن الروائح المزعجة تبدأ عادة في الليل، وتستمر لساعات طويلة داخل المنازل. وأضافت: "نضطر إلى إغلاق الأبواب بإحكام فور تسلل الرائحة إلى المنزل، خصوصاً في فترات الليل، ولم نفكر في تقديم شكوى، لأن كثيرين تحدثوا عن المشكلة عبر البرامج الإذاعية، لكن من دون نتيجة".

وأكدت أسماء لنجاوي، من سكان المنطقة ذاتها، أن "الروائح كانت تنتشر بعد العاشرة ليلاً، لكنها تنتشر اليوم في أوقات متعددة، فجراً ومساءً، وحتى في فترة الظهيرة". وأضافت: "تزداد معاناتنا في فصل الشتاء، فبعد هطول الأمطار وتحسن الأجواء، تتسرب الروائح فجأة، مما يهدر الأوقات الجميلة التي كنا ننتظرها للاستمتاع بالجلسات الخارجية".

وأشارت إلى أن "بعض السكان يستقبلون يومهم بروائح مزعجة في ساعات الصباح، مما يعكر صفو اليوم بالكامل". وقالت (أم محمد)، وهي من سكان المنطقة، إن "سكاناً قدموا شكوى للبلدية قبل سنوات، وجاءهم الرد حينها بأن هناك خطة لمعالجة الروائح، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء فعلي، ولا زلنا نعيش المشكلة".

ورجّحت أن تكون محطة تحويل النفايات في ورسان، القريبة من الورقاء الرابعة، هي المصدر المحتمل لانبعاث هذه الروائح التي تنتقل إلى المناطق القريبة منها. أما مكية الريس، التي انتقلت إلى "الورقاء 4" في عام 2011، فأكدت أن حدة الروائح المزعجة تزداد مع ارتفاع الرطوبة. واقترحت نقل محطات معالجة النفايات إلى مواقع أبعد عن المناطق السكنية، مشيرة إلى أن التوسع العمراني في دبي يفرض إعادة النظر في توزيع بعض المرافق الخدمية. وشددت على أن الانبعاثات الغازية الصادرة من هذه المحطات قد لا تظهر آثارها على الصحة بشكل فوري، لكنها قد تتسبب في أضرار طويلة الأمد، خصوصًا مع الاستنشاق المستمر لها على مدى سنوات.