2025-10-12 - الأحد

غضب والد العروس في ليلة العمر: تفاصيل تنظيم الحفل

{title}

تتألق القاعة بأضوائها، وتوجه الأنظار نحو ليلة العمر، ولكن خلف الزينة والابتسامات، كان الغضب يتأجج في قلب والد العروس. لم يكن الديكور كما تم الاتفاق عليه، ولم تكن التفاصيل كما وُعدوا بها، مما أدى إلى أخطاء في التنظيم أفسدت جمال المناسبة وأحرجت العائلة أمام المدعوين.

قرر الأب الغاضب ألا يترك الأمر يمر بسهولة، فتقدم بدعوى ضد شركة تنظيم حفلات الزواج، مطالباً بتعويض قدره 15 ألف درهم، رافضاً أي محاولة للتسوية. دخلت ممثلة الشركة المتهمة الجلسة بتردد، ولكن المفاجأة كانت أكبر عندما اتضح أنها صديقة العروس نفسها. بوجه مرتبك وصوتٍ متلعثم، أوضحت أن ما حدث من ديكور كان بناءً على طلب العروس، وأن بعض الأخطاء كانت بسبب الفندق، لكنها لم تنكر مسؤوليتها عن جزء مما حدث.

تدخل المصلح

كان الجميع يترقب ما سيؤول إليه الموقف، وهنا جاء دور المصلح. لم يركز فقط على الأوراق والأرقام، بل رأى أن هناك صداقة وعلاقة إنسانية قد تتأثر بسبب نزاع مادي. جلس بهدوء، وجعل كلماته تجري كالماء البارد على قلوبٍ مشتعلة: «التسامح ليس ضعفاً... هو قوة. والدين يدعونا لأن نحافظ على المودة، فالخلافات تزول، لكن إن كُسر القلب فلا يجبره حكم قضائي».

كانت كلماته كفيلة بتذويب الجليد بين الطرفين. بعد نقاش طويل، انقلب المشهد من نزاع بـ15 ألف درهم إلى صلح ودي لا يتجاوز 3000 درهم، مع وعد بأن تبقى الصداقة قائمة كما كانت.

أهمية التسوية

النزاعات قد تبدأ من تفاصيل صغيرة، لكنها تكبر حتى تهدد أواصر المودة. هنا يبرز دور المصلح الذي لا يقتصر عمله على تقريب وجهات النظر، بل يمتد ليعيد القلوب إلى صفائها، ويُذَكِّر الناس بأن التسامح قوة لا يدركها إلا من جرّب مرارة الخصام وحلاوة العفو.

التسوية ليست مجرد أرقام تختصر على الورق، بل هي رسالة إنسانية يصوغها المصلح بحكمته لتطفئ نار الخلاف، وتعيد دفء العلاقات. فالقانون يعيد الحقوق، أما التسامح الذي تثمره التسوية فيحفظ القلوب، ويخلد المودة، ويبقى أثمن من كل تعويض.