2025-10-12 - الأحد

تجديد المقاصف المدرسية: البرياني يتصدر والبلاليط خيار مفضل

{title}

شهدت المقاصف في المدارس الحكومية والخاصة تحولاً ملحوظاً منذ بداية العام الدراسي، حيث تمثل هذه النقلة نتيجة للمتابعة الدقيقة من القيادات التربوية وزياراتهم الميدانية. وقد كشفت هذه الزيارات عن غياب التنوع في قوائم الأغذية، حيث اقتصرت على أصناف محدودة لا تلبي احتياجات الطلبة بالكامل.

أوصت القيادات بإدخال تنوع أكبر في الوجبات، استناداً إلى مقترحات المعلمات وملاحظات المجتمع المدرسي، مما ساهم في تحول هذه التوصيات إلى واقع ملموس. وقد شهدت مقاصف المدارس الحكومية والخاصة إقبالاً متزايداً من الطلبة على الوجبات الجديدة.

تنوع الخيارات الغذائية

توزعت الخيارات بين السَّلطات الطازجة، والسندويشات الخفيفة، والأطعمة المشوية، إلى جانب أصناف تقليدية مثل المعجنات والوجبات الساخنة، مما ساعد على تلبية مختلف الأذواق وتعزيز السلوك الغذائي السليم.

أكدت إدارات مدرسية أن قوائم المقاصف صممت بما يراعي معايير التوازن الغذائي، إذ تضم سلطات متنوعة، وفواكه طازجة، بالإضافة إلى أطباق مطهوة بطرق صحية مثل الدجاج المشوي والبطاطا المسلوقة. كما تشمل العصائر الطبيعية ومنتجات الألبان، مع أسعار تتراوح بين ثلاثة وتسعة دراهم، مما أسهم في تشجيع الطلبة على التوجه نحوها.

الإقبال على الأطباق التقليدية

أصبح طبق البرياني يشهد إقبالاً واسعاً بين الطلبة، حيث تنتهي كمياته سريعاً في الدقائق الأولى من الفسحة. في المقابل، برزت أطباق البلاليط والجباب كخيار مفضل لدى شريحة كبيرة من طلبة المراحل الأولى، لكونها خفيفة ومناسبة لأعمارهم، وتعكس ارتباطهم بالأطباق الوطنية المحببة.

الإقبال الكثيف على هذه الأطباق الشعبية، وعلى رأسها البرياني المعد بطريقة صحية، يعكس ارتباط الطلبة بالوجبات التقليدية المفضلة لديهم، على الرغم من توفر بدائل صحية عديدة. تسعى إدارة المقاصف إلى تحقيق التوازن بين الأطعمة التقليدية والخيار الصحي، لضمان حصول الطلبة على طعام طازج ومغذٍّ كل يوم.

الموروث الغذائي وتأثيره

قالت مشرفة التغذية في إحدى المدارس، مريم محمد: "تشهد المقاصف المدرسية تنوعاً واسعاً في قوائمها اليومية، حيث تضم سلطات طازجة وفواكه وسندويشات وأطباقاً مشوية ومعجنات ووجبات ساخنة، تلبي مختلف الأذواق وتعزز السلوك الغذائي السليم بين الطلبة. وعلى الرغم من تنوع الأغذية المتاحة، تشهد الأطعمة التقليدية إقبالاً كبيراً".

أوضحت أن "معظم الطلبة يفضلون أطباق الجباب والبلاليط، لما تحمله من نكهة تراثية محببة وخفة تناسب أعمارهم، بينما يبقى البرياني الأكثر طلباً، خصوصاً بين الذكور، حيث تنفد كمياته سريعاً خلال الفسحة، مما يعكس ارتباط الطلبة بالموروث الغذائي الإماراتي".

البعد الاجتماعي للتغذية المدرسية

أكدت مديرة مدرسة، عائشة الزيودي، أن إدخال الأكل الوطني، مثل البلاليط والجباب، في القوائم اليومية، منح الطلبة شعوراً بالدفء والارتباط بالبيت. أصبح كثير منهم يتناولون وجبات مألوفة تشبه فطورهم المنزلي، مما عزز ثقتهم بالمقصف وأكسب التجربة بعداً اجتماعياً وثقافياً.

أشارت إلى أن شكاوى الطلبة من المقاصف تكاد تختفي حالياً، بعد أن كانت متكررة في السابق بسبب محدودية الخيارات أو عدم تقبل بعض الأصناف. كما أفادت بأن "المقصف سجل زيادة لافتة في معدلات الإقبال اليومي على الشراء، لأن الأسعار في متناول الجميع، مما جعل المقاصف أكثر جذباً وتلبية لاحتياجاتهم".

تسعى المدرسة إلى رفع استبانات دورية في نهاية كل فصل دراسي، لأولياء الأمور، بهدف تقييم قوائم الأطعمة وجودة الخدمة. تعتبر هذه الاستبانات أداة أساسية لقياس رضا الطلبة وإشراكهم في صياغة تجربة المقصف، حيث تشكل الملاحظات قاعدة لتطوير الخدمة بشكل مستمر.

أضافت أن "هذه الممارسات جعلت تجربة المقاصف المدرسية أكثر قرباً من توقعات الطلبة وأسرهم، وأسهمت في تعزيز ثقة المجتمع المدرسي بخدمات التغذية".

أفادت مسؤولة شؤون الطلبة في مدرسة حكومية، فضّلت عدم ذكر اسمها، أن "طلبة المرحلة الأولى يقبلون بشكل أكبر على أطباق الجباب والبلاليط والسلطات، مقارنة بالأصناف الأخرى، بينما يفضل الطلبة الأكبر سناً من الذكور طبق البرياني الذي يعد الأسرع نفاداً".

أشارت إلى أن "من المشاهد الجميلة التي نراها يومياً، تجمّع الطلبة خلال الفسحة حول طبقين من البرياني، يتقاسمونهما كوجبة جماعية صغيرة، مما يعكس روح الألفة والتشارك داخل المدرسة".

أكدت استشارية كلى الأطفال، الدكتورة زبيدة الإسماعيلي، أن التغذية المدرسية تمثل عاملاً محورياً في دعم النمو الجسدي والمعرفي للطلبة، وهو ما ينعكس مباشرة على تحصيلهم الدراسي وسلامتهم الصحية. الدراسات الحديثة تشير إلى أن الوجبات المتوازنة تمنح الأطفال طاقة مستمرة وتحسّن قدرتهم على التركيز.