2025-10-12 - الأحد

التحديات البيئية التي تهدد التنوع البيولوجي في أبوظبي

{title}

التحديات البيئية التي تهدد التنوع البيولوجي في أبوظبي

أصدرت هيئة البيئة في أبوظبي تقريراً يسلط الضوء على خمسة تحديات رئيسية تواجه التنوع البيولوجي في الإمارة، نتيجة للتغيرات المناخية المتسارعة. تشمل هذه التحديات ندرة المياه، وزيادة مستويات الملوحة، والأحداث الجوية القاسية، وتدهور التربة، وارتفاع مستوى سطح البحر. وقد أكدت الهيئة أن المناطق الساحلية في أبوظبي تواجه خطر ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد الموائل الطبيعية ويؤثر سلباً على النظم البيئية الصحراوية والبحرية التي تحتضن العديد من الأنواع المهمة والمتوطنة.

في سياق متصل، وضعت هيئة البيئة خطة شاملة للتكيف مع التغير المناخي في أبوظبي، تهدف إلى تحديد الفجوات ووضع تدابير فعالة للتكيف عبر إشراك الجهات المعنية. وأكدت الهيئة في تقريرها "خطة التكيف مع التغير المناخي في إمارة أبوظبي (2025-2050)" على أهمية التعرف على مواطن الضعف في النظم البيئية المختلفة، وتنفيذ استراتيجيات ومبادرات موجهة للتكيف مع التغيرات المتوقعة.

تتضمن التحديات البيئية أيضاً تأثير الأحداث الجوية القاسية مثل موجات الحر والعواصف، التي قد تؤدي إلى تعطيل النظم البيئية وتغيير سلوك الأنواع. كما يمكن أن تؤثر هذه الأحداث على أنماط الهجرة وتوزيع الأنواع، مما ينعكس سلباً على أعدادها وقدرتها على البقاء. وقد حذرت الهيئة من أن التغير في الأنماط الجوية يؤدي إلى ظروف جوية غير قابلة للتنبؤ، مثل موجات الجفاف المتكررة، مما يؤثر على وفرة المياه والمغذيات الضرورية للنظم البيئية.

علاوة على ذلك، فإن ندرة المياه تشكل تهديداً كبيراً لنمو النباتات وتوفر المغذيات، مما قد يؤدي إلى فقدان الموائل وإرباك أنماط تنقل الحيوانات. كما أن زيادة مستويات الملوحة تمثل تحدياً خاصاً للتربة الساحلية والأراضي الرطبة، مما يستدعي جهوداً للحد من آثار ارتفاع مستوى سطح البحر.

تدهور التربة نتيجة التآكل والملوحة وفقدان الكربون العضوي ينعكس سلباً على صحة النظام البيئي. في المناطق ذات المناخ الجاف، يمثل التصحر مشكلة رئيسية تؤدي إلى تفاقم تدهور التربة. لذا، فإن التصدي لمشكلة تدهور التربة يعد أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على النظم البيئية واستعادتها.

كما أن تدمير الموائل الناتج عن ارتفاع مستويات سطح البحر يؤدي إلى فقدان الأنواع التي تعتمد على هذه النظم البيئية الساحلية. ويؤدي التراجع في أعداد الأنواع إلى تأثيرات متسلسلة على مستوى شبكة الغذاء، مما قد يؤدي إلى الانقراض. المجتمعات البشرية أيضاً تتأثر بفقدان الأنواع، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذه النظم.

ممارسات مستدامة لحماية التنوع البيولوجي

أكدت هيئة البيئة في أبوظبي على أهمية اعتماد منهجيات مخصصة تشمل تبني ممارسات مستدامة في استخدام الأراضي والحفاظ على المياه وتنظيم التلوث. المراقبة المستمرة مع استراتيجيات التكيف المناسبة تلعب دوراً حاسماً في تعزيز المرونة أمام التحديات البيئية. كما أن التعاون بين الوكالات الحكومية والمؤسسات الخاصة والعلماء والمقيمين يعد أساسياً لنجاح مبادرات الحفاظ على التنوع البيولوجي.