2025-10-12 - الأحد

دراسة جديدة: استهلاك اللحوم الحمراء يزيد من خطر الوفاة

{title}

دراسة جديدة: استهلاك اللحوم الحمراء يزيد من خطر الوفاة

أكد ائتلاف واسع من العلماء، استنادا إلى بيانات دقيقة، أن اللحوم لا ينبغي أن تشكل أساس النظام الغذائي. وقد أثار هذا الرأي جدلا كبيرا في أواخر العقد الأول من القرن الجاري، مما أغضب مسؤولي القطاع.

في دراسة شاملة نُشرت الجمعة في مجلة "لانسيت"، لاحظ نحو مئة خبير في التغذية والبيئة والصحة العامة وجود ترابط بين استهلاك اللحوم الحمراء وارتفاع خطر الوفاة في البلدان التي يُعتبر فيها هذا الاستهلاك مرتفعا منذ عقود.

لا تقتصر الدراسة على اللحوم فحسب، بل تتجاوزها بشكل كبير، حيث تهدف إلى توفير إرشادات تمكّن سكان العالم من اتباع نظام غذائي صحي دون الإضرار بالبيئة.

سبق لهذا البرنامج الشامل أن أصدر تقريرا في عام 2019، حيث تركّز اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام آنذاك على نظام غذائي اقترحه الخبراء، والذي وُصف بأنه "صحي عالمي".

خصص البرنامج للحوم الحمراء حصة أقل بكثير مما هو سائد، حيث أوصى بأن يقتصر معدل استهلاكها اليومي على 14 غراما، أي نصف المتوسط العالمي، وأدنى بكثير من الاستهلاك في الدول الغنية. ودعا الخبراء إلى الاستعاضة عن اللحوم بالتحول نحو الحبوب الكاملة والمكسرات والبذور الزيتية.

على الرغم من أن معدّي الدراسة أوضحوا أن هذه الأرقام ليست سوى إطار عام، فإنها أثارت ردود فعل متباينة بين عامة الناس والأوساط الاقتصادية.

انتقدت هيئات عدة معنية بالصناعات الغذائية الزراعية هذه التوصيات، معتبرة أنها غير جدية أو خطيرة أو غير مناسبة للعادات الغذائية المحلية. ومع ذلك، رحب الوسط العلمي عموما بهذه التوصيات على المستوى الصحي، رغم أن البعض انتقد عدم أخذها في الاعتبار بعض المعطيات، مثل الفوارق الاجتماعية في الحصول على الغذاء.

خلص تقرير أصدره باحثون آخرون في عام 2023 ونُشر في مجلة "لانسيت غلوبال هيلث" إلى أن "الآراء كانت في المجمل إيجابية أكثر مما كانت سلبية"، وشكّلت ردا على بعض الجهات المعنية بالقطاع التي وصفت نتائج اللجنة بأنها هامشية أو مثيرة للجدل.

نشرت منظمة "تشينجينغ ماركتس" غير الحكومية تقريرا في سبتمبر/أيلول اتهمت فيه عددا من الجهات الفاعلة في الصناعات الغذائية الزراعية بتنظيم حملة تضليل عبر الإنترنت ضد نتائج اللجنة.

المصادر النباتية

شدد العلماء مجددا على ما أكدوه سابقا من أن أفضل نظام غذائي صحي "يقوم بشكل أساسي على المصادر النباتية، مع نسبة معتدلة من الأطعمة الحيوانية، وأقل قدر ممكن من السكر المضاف والدهون المشبعة والملح".

رأوا في التحديث أن متوسط استهلاك اللحوم الحمراء يجب أن يقتصر على 15 غراما يوميا. أما الخضراوات فينبغي استهلاكها بمعدل 200 غرام، والفواكه 300 غرام، والحبوب الكاملة 210 غرامات. وينبغي أن تكون حصة منتجات الألبان 250 غراما، والأسماك أو المأكولات البحرية 30 غراما، وكذلك اللحوم البيضاء مثل الدواجن.

كل هذه الأرقام قريبة جدا من الأرقام السابقة، وخصوصا إذا أُخذت في الاعتبار النطاقات الأوسع التي روّج لها المؤلفون. بالنسبة لمنتجات الألبان، رأى الباحثون أن الاستهلاك الأمثل يتراوح بين الامتناع التام عن تناولها واستهلاكها بمعدل 500 غرام يوميا.

قال فرنسوا ماريوتي، أستاذ التغذية بكلية "أغرو باري تك"، لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه لا غرابة في أن التوصيات لم تتغير، حيث "لم نشهد أي تغيير بين عام 2019 واليوم في العلاقة التي نعرفها بين استهلاك بعض الأطعمة والصحة".

غير أن معدّي الدراسة أقرّوا بأن توصياتهم، رغم كونها مفيدة للصحة على المدى الطويل، قد تُسبب نقصا في الفيتامينات على المدى القصير لدى البعض، خصوصا إذا التزموا بالحد الأدنى من النطاقات المقترحة.