2025-10-12 - الأحد

أحداث إلكترونية تستهدف المغرب وسط احتجاجات جيل زد وعلامات تدل على تدخل خارجي

{title}

شهدت صفحات كبرى على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الأخيرة موجة غير مسبوقة من الهجمات الإلكترونية. هذه الهجمات تزامنت مع الاحتجاجات التي تقودها حركة "جيل زد" في عدة مدن مغربية.

من بين أبرز المتضررين، صانعة المحتوى "فاميليا"، المعروفة بتحليل وتقييم أخبار فن الراب، التي عبرت من خلال تدوينة نشرتها على صفحتها الفيسبوكية عن قلقها من نوعية التعليقات التي تستهدف حساباتها. أكدت أنها (التعليقات) تتسم بلغة تحريض واضحة، وأن الرسائل متشابهة رغم تعدد الحسابات، مشيرة إلى أن العديد من هذه الحسابات ليست مغربية، مما أثار تساؤلات حول مصدر هذا الاستهداف الخارجي.

وجاء في تدوينتها: "هام جدا!!!.. لأول مرة في حياتي على السوشيال ميديا ألاحظ على الحسابات ديالي نوعًا من التعليقات موجهة بطريقة غريبة. شيئًا ما ليس هو هذا. لم أعرف إن كان جميع زملائي في التأثير يعانون من هذا الأمر أم أنني وحدي؟ لكن ما تأكدت منه هو أن الكثير منهم ليس مغربيًا".

في سياق متصل، أكد مختصون في الأمن الرقمي أن طبيعة التعليقات المتكررة والمتشابهة، بالإضافة إلى مؤشرات اللغة أو اللهجة المستخدمة، تشير إلى تدخل خارجي محتمل يكون من الجزائر. هذه الأخيرة تسعى في كل مناسبة لاستثمار أي محاولة لزعزعة الاستقرار داخل المغرب. ورغم أن "فاميليا" لم تذكر الجزائر صراحة، إلا أن اللهجة والأسلوب المعتمدان في هذه التعليقات يعززان هذه الفرضية، وهو ما يتوافق مع تحليلات خبراء الأمن الرقمي الذين أشاروا إلى أن الجزائر استثمرت على مدى سنوات في شبكات رقمية متطورة واستراتيجيات إعلامية للتأثير على الرأي العام المغربي.

ورغم استمرار التحقيقات وتحليل البيانات الرقمية، يبقى الهدف واضحًا: نشر الفوضى وزعزعة الثقة بين صانعي المحتوى والمجتمع الرقمي المغربي، خاصة في ظل الاحتجاجات الحالية التي تركز على قضايا حساسة مثل الصحة والتعليم والتوظيف. وتؤكد هذه التطورات أهمية تعزيز الأمن الرقمي لدى صانعي المحتوى المغاربة، ومواجهة محاولات التشويش التي تستهدف المنصات الرقمية والمحتوى الوطني، مع دعوات لرصد ومحاسبة كافة الجهات التي تسعى لاستغلال منصات التواصل الاجتماعي للتأثير على الاستقرار الداخلي للمغرب.