في إطار الدينامية التنظيمية التي يشهدها حزب الاستقلال بإقليم الحسيمة، احتضن المركب الثقافي بمدينة إمزورن مساء أمس السبت، أشغال المؤتمر المحلي للحزب. جاء المؤتمر تحت شعار “المقاربة التشاركية أساس التنمية المحلية”، برئاسة البرلماني الدكتور نور الدين مضيان، وبحضور عدد من الشخصيات السياسية والتنظيمية البارزة.
اللقاء شهد مشاركة مكثفة من مناضلي ومناضلات الحزب وفعاليات محلية من مختلف الهيئات الموازية، حيث شكل محطة لتجديد هياكل الفرع المحلي وتعزيز أدواره التمثيلية والتنموية في ظل ما وصفه المنظمون بـ"مرحلة جديدة من الانفتاح والمساءلة الحزبية".
افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية ألقاها المفتش الإقليمي للحزب، أحمد مضيان، الذي أكد على أهمية تقوية التنظيمات المحلية وتجديد أساليب العمل السياسي بما يتماشى مع متطلبات التنمية ويستجيب لتطلعات الساكنة. وقد دعا إلى تعزيز الحضور الميداني للحزب في مختلف مناطق الإقليم.
كما قدم رئيس اللجنة التحضيرية، رشدي أهباض، عرضاً شاملاً حول مسار التحضير للمؤتمر، مشيراً إلى أن اللجنة اعتمدت مقاربة تشاركية في إعداد هذه المحطة التنظيمية. واعتبر أهباض أن مدينة إمزورن بحاجة إلى "نَفَس جديد في العمل السياسي الجاد والملتزم" الذي يواكب التحديات التنموية والاجتماعية المطروحة.
وفي مداخلة حماسية، دعا الكاتب المحلي للشبيبة الاستقلالية، إلياس الهاني، إلى تمكين الشباب من فضاءات المشاركة السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيراً إلى أن فئة واسعة من شباب الإقليم تعاني من الإقصاء والتهميش رغم طاقاتها الإبداعية.
أما رئيسة المنظمة الإقليمية للمرأة الاستقلالية، كوثر الأحمدي، فقد نادت بضرورة إشراك النساء في تدبير الشأن المحلي بشكل فعّال، معتبرة أن تعزيز الحضور النسائي في مواقع القرار يشكل مدخلاً أساسياً لتجاوز حالة الجمود التي تعرفها المدينة.
في الكلمة السياسية المركزية، قدم البرلماني نور الدين مضيان تشخيصاً دقيقاً للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بإقليم الحسيمة، محذراً من تراجع المؤشرات التنموية وغياب العدالة المجالية. كما أكد على أهمية استثمار الطاقات المحلية في خدمة قضايا الإقليم والوطن، معبراً عن تفهمه للمطالب الاجتماعية المتزايدة في صفوف الشباب، ومشيراً إلى أن حزب الاستقلال كان سبّاقاً إلى طرح هذه الإشكالات ومناقشتها في مختلف المحطات السياسية.
واختتم مضيان كلمته بالتنويه بالعناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لإقليم الحسيمة، من خلال الأوراش التنموية الكبرى التي أُطلقت به، داعياً إلى تضافر الجهود لإنجاحها.
وفي ختام المؤتمر، تم انتخاب المكتب المحلي الجديد لحزب الاستقلال بمدينة إمزورن، الذي أفرز بالإجماع رشدي أهباض كاتباً محلياً، حيث أكد في كلمته الختامية استعداد المكتب الجديد للعمل الميداني القريب من المواطنين، معتبراً أن المقاربة ستعتمد على الإنصات والمسؤولية والتفاعل مع قضايا الساكنة.
