تتجه زراعة الكركديه في المملكة العربية السعودية نحو آفاق توسعية واعدة، تعكس طموحاً وطنياً لتعزيز الأمن الغذائي وتنويع مصادر الدخل الزراعي. وفقاً لتقرير حديث صادر عن المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة «استدامة»، يمتد المشروع من حقول جازان الخصبة إلى سهول الخرج الواسعة، في رحلة طموحة لاستثمار الموارد الطبيعية بكفاءة وتحقيق عائد اقتصادي مستدام.
نجاح مبكر في زراعة الكركديه
ووفقاً لتقرير «استدامة»، سجلت تجربة جازان إنتاجية مميزة، حيث بلغت 462.9 كيلوجراماً لكل فدان في الموسم السابق على مساحة 450 متراً مربعاً. في الوقت نفسه، تستعد منطقة الخرج لاحتضان تجربة توسعية جديدة تمتد على مساحة 1250 متراً مربعاً، ما يعكس رؤية إستراتيجية قد تُعيد رسم خريطة المحاصيل الإستراتيجية في المملكة.
إنتاجية عالية في بيئة ملائمة
أوضح تقرير «استدامة» أن تجربة زراعة الكركديه في منطقة جازان تُعد نموذجاً ناجحاً لإمكان تحقيق إنتاجية عالية في البيئة السعودية. فقد أثمرت المساحة المزروعة البالغة 450 متراً مربعاً عن إنتاجية قدرها 462.9 كيلوجراماً لكل فدان، مما يؤكد ملاءمة المناخ والتربة في جازان لزراعة هذا المحصول الحيوي.
توسع طموح في منطقة الخرج
بحسب تقرير «استدامة»، تستعد منطقة الخرج لاحتضان زراعات جديدة للكركديه على مساحة أكبر تصل إلى 1250 متراً مربعاً، ما يمثل قفزة في حجم المشروع مقارنة بتجربة جازان. وعلى الرغم من أن الإنتاج لم يبدأ بعد، فإن التخطيط المسبق لهذه المساحة يعكس رؤية زراعية إستراتيجية تسعى لتعزيز الإنتاج الوطني وتوزيع المحاصيل على مناطق المملكة وفقاً لمواردها المناخية والطبيعية.
الكركديه: محصول اقتصادي واعد
يمتلك الكركديه قيمة اقتصادية متعددة الاستخدامات، إذ يدخل في صناعات الأغذية والمشروبات ويُستخدم في الطب الشعبي والحديث لخصائصه العلاجية. كما تُستخلص منه الأصباغ الطبيعية، مما يمنحه أهمية اقتصادية تنافسية ويؤهله ليكون محصولاً إستراتيجياً يُسهم في تنويع الصادرات الزراعية السعودية ويعزز الدخل المحلي للمزارعين.
فرص وتحديات في تطوير زراعة الكركديه
على الرغم من النجاح الأولي لزراعة الكركديه، تواجه هذه الزراعة تحديات تطويرية، أبرزها تحسين السلالات المحلية وتوفير الدعم الفني والمالي للمزارعين وتطوير سلاسل القيمة التسويقية لضمان وصول المنتج للأسواق بكفاءة. ومع ذلك، فإن الفرص الواعدة تتعاظم في ظل الطلب العالمي المتزايد على المنتجات الطبيعية والعضوية، ووجود توجه محلي لتعزيز الصناعات التحويلية الزراعية بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 من أجل تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية.