2025-10-12 - الأحد

الأميرة للا حسناء تدعو للعمل الجماعي في المؤتمر العالمي للطبيعة بأبوظبي

{title}

شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، في الجلسة رفيعة المستوى للمؤتمر العالمي للطبيعة الذي ينظمه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (UICN) في أبوظبي. هذا الحدث العالمي شهد تجمع كبار قادة الدول، وزراء، ورؤساء المنظمات الدولية، وخبراء من كافة أنحاء العالم، الذين يلتزمون بحماية الطبيعة، ومكافحة تغير المناخ، وتعزيز التنمية المستدامة.

في كلمتها، دعت الأميرة للا حسناء إلى العمل الجماعي من أجل حماية الطبيعة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وأكدت أن التربية من أجل التنمية المستدامة والمحافظة على النظم البيئية هما عنصران متكاملان لتحقيق هذا الطموح، حيث يتطلب بناء مستقبل قائم على المعرفة، المسؤولية والتضامن.

شددت سموها على أن نجاح أي سياسة بيئية يعتمد على إشراك جميع الفاعلين، خاصة المجتمعات المحلية، وأن دعمهم في جهود الحفاظ على البيئة هو شرط أساسي لتحقيق التحول البيئي العادل والشامل. كما أضافت أن الإنسان هو محور الاستدامة، وأن البيئة ليست مجرد قطاع منفصل بل هي فضاء مشترك يربط بين الطبيعة، الثقافة والمجتمع.

وضعت الأميرة للا حسناء الشباب في صميم رسالتها، مشيرة إلى أن هؤلاء هم قادة المستقبل الذين سيشكلون معالم الحاضر. من خلال برنامجي "المدارس الإيكولوجية" و"الصحفيون الشباب من أجل البيئة"، تعمل المؤسسة منذ أكثر من عشرين عامًا على توعية الأطفال والشباب، مما يتيح لهم الفرصة للعمل الفعلي من أجل بيئتهم.

بفضل حيويتهم وإبداعهم، يسهم هؤلاء الشباب في بناء وعي بيئي جماعي يحمل الأمل والابتكار لمستقبل المغرب وأفريقيا. في كلمتها، سلطت الأميرة للا حسناء الضوء على عدة مبادرات نموذجية للمؤسسة، التي تعكس روح الشمولية والتشارك في تحقيق الالتزامات البيئية.

من بين هذه المبادرات، حملة "بحر بلا بلاستيك" التي أُطلقت في 2019، والتي تهدف إلى تعبئة مجتمعات بأكملها حول هدف مشترك يتمثل في تقليل التلوث البلاستيكي في المحيطات والحفاظ على الحياة البحرية. كما قدمت الأميرة مثالاً آخر من خلال برنامج حماية وتنمية واحة النخيل في مراكش، الذي يبرز أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية بالتوازي مع الجهود البيئية.

تؤكد المشاريع التي تم دعمها في المناطق الرطبة بالبحيرة البحرية مارشيكا والبحيرة البحرية وادي الذهب بالداخلة على أهمية الشراكة بين المؤسسة والسلطات المحلية والباحثين والجمعيات، مما يسهم في استعادة التنوع البيولوجي وتعزيز صمود المجتمعات المحلية.

في ختام كلمتها، أكدت الأميرة للا حسناء على دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في فهم النظم البيئية واستشراف المخاطر، ووجهت نداءً قويًا من أجل المسؤولية الجماعية، حيث قالت: "التربية والتعبئة والابتكار والشباب هي مرتكزاتنا لتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، فلنعمل جميعًا على جعل هذا المؤتمر نقطة انطلاق حقيقية للعمل، لا مجرد لحظة تفكير وتأمل."