في إطار التصدي للغزو المتزايد للسلطعون الأخضر الأوروبي على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، لجأ بعض السكان المحليين والمطاعم إلى طرق مبتكرة وغير تقليدية للحد من انتشاره. يتمثل هذا الإجراء في طهيه وتناوله كوسيلة للحد من تأثيراته السلبية على البيئة.
هذا الكائن الغازي، الذي يُعتبر من بين أكثر الأنواع عدوانية في العالم، بدأ غزوه لشواطئ وخلجان الولايات المتحدة، بدءًا من ولاية ماين وصولاً إلى ولاية ديلاوير. ويشكل تهديدًا حقيقيًا للثروات البحرية وصناعات صيد الأسماك المحلية، حيث يستهلك حوالي 40 بلح بحر يومياً ويضع نحو 165 ألف بيضة سنويًا. كما أنه يتغذى على السلطعون الملكي وصغار سمك السلمون، مما يشكل خطرًا جسيمًا على الأنظمة البيئية ومصائد الأسماك، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وفي محاولة لمواجهة هذه المشكلة البيئية، بدأت بعض المطاعم على الساحل الشرقي، وخاصة في منطقة لونغ آيلاند ساوند، بإدخال السلطعون الأخضر إلى قوائم الطعام بطرق متنوعة ومبتكرة. يتم تقديمه مقليًا، أو مع الكاري، أو مطهوًا ببطء للحصول على مرق غني بالنكهة، رغم أنه قد لا يحتوي على كميات كافية من اللحم.
وصف الطاه زاك ريدين نكهة السلطعون الأخضر بأنها «قوية وفريدة»، مشيرًا إلى أن استخدامه في المرق يمنح الطعام طابعًا مميزًا لا يمكن مقارنته بأنواع السلطعونات الأخرى، مثل السلطعون الأزرق. هذه النكهة الفريدة قد تساهم في تعزيز الطلب على هذا النوع من السلطعون، مما يساعد في تقليص أعداده في البيئة.
ومع ذلك، ورغم الجهود المبذولة في الطهي، لا تزال هناك مخاوف حقيقية من الأضرار البيئية التي قد يسببها السلطعون الأخضر. يتمتع هذا الكائن بقدرة عالية على التأقلم مع بيئات مختلفة، بما في ذلك الشواطئ الصخرية ومستنقعات المد والجزر، ويتحمل مجموعة واسعة من درجات الحرارة والملوحة، مما يسهل عليه الانتشار. كما يمكنه الانتقال بسهولة عبر عمليات تربية الأحياء المائية أو مع المحار، مما يزيد من تحديات السيطرة عليه.