2025-10-12 - الأحد

معرض «أطياف الزمن الجميل» يعزز التراث الإماراتي ويجمع بين الماضي والحاضر

{title}

افتتح الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة في مدينة كلباء، مساء الأربعاء، معرض «أطياف الزمن الجميل» في بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي. شهد الافتتاح حضور ميساء سيف السويدي، مدير هيئة الشارقة للمتاحف، حيث يستمر المعرض حتى 31 مايو/أيار المقبل.

وأوضحت عائشة راشد ديماس: «يمثل المعرض نافذة فنية تعكس ملامح التراث الإماراتي وقيمه الإنسانية عبر إبداعات فنانين متميزين. حيث تواصل هيئة الشارقة للمتاحف جهودها الرامية إلى ربط الحاضر بالماضي، وإتاحة الفرصة للجيل الجديد كي يعيش تجربة حسية تتجاوز حدود الزمن، يستشعر من خلالها عمق الهوية الإماراتية بأبعادها الجمالية والثقافية».

وأكدت أن الهيئة تعمل على النهوض بفن السرد البصري عبر لوحات أبدعتها أنامل فنانين إماراتيين، متطلعين إلى الاحتفاء بإنجازاتهم وقدرتهم على تقديم نافذة للهوية والمجتمع والذاكرة الجماعية.

يتضمن المعرض أعمالاً للفنانين التشكيليين عبد الرحيم سالم ونجاة مكي، حيث تم إنتاج هذه الأعمال للمعرض على مدار ثمانية أشهر وتعرض للمرة الأولى للجمهور. تتجول اللوحات الفنية في ثنايا الذاكرة والتاريخ والهوية، لتقدم بأسلوبين مختلفين رؤى متقاطعة حول تفاصيل الحياة الاجتماعية في إمارة الشارقة. عبر لوحة الأمومة لعبد الرحيم سالم، نستكشف مشاهد واقعية تفيض بجماليات الألوان وتفاصيل البيئة المحلية، بينما تأخذنا أعمال الفنانة نجاة مكي كذاكرة نسوية إلى عوالم تجريدية تنسج رموزاً بصرية عن دور المرأة الإماراتية ومفرداتها اليومية.

استُهلت مراسم الافتتاح بعرض فني شعبي يستحضر أصالة التراث الإماراتي ويوقظ ذاكرة المكان بما تحمله من نبض الحياة واستمرارية الروح. استلهم العرض من شجرة في بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، تجاوز عمرها المئة عام ولا تزال تنبض كجذر ممتد في عمق الأرض، شاهدة على صمود الهوية وخلود الانتماء. تم تجسيد هذا المعنى في لوحة الفنانة نجاة مكي «حضور لا يغيب»، التي تعكس أن الذاكرة الإنسانية قادرة على تجاوز الغياب، ليظل الحضور أكبر من حدود الزمن والأشخاص.

يهدف المعرض إلى تعريف الزوار بالقيم والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، مسلطاً الضوء على صلابة الروح الإنسانية وقدرتها في الحفاظ على إرثها. كما يسعى إلى إبراز أهمية العلاقات الأسرية ودور المرأة المركزي في المجتمع، بالإضافة إلى تقديم تفاصيل الحياة الاجتماعية القديمة بطرح فني حديث يمكّن الجمهور من معايشة تلك التجارب الواقعية ضمن إطار بصري وإبداعي جديد. يهدف أيضاً إلى ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بجذورها، بما يعكس رؤية إمارة الشارقة في دعم الثقافة والفنون كمنصة للتعلم والتعبير عن الذات.

تتخلل المعرض خلال فترة انعقاده أجندة فعاليات مصاحبة، من أبرزها ورشة متحفية تتيح للجمهور التفاعل المباشر مع الأساليب الفنية، إضافة إلى برنامج مجتمعي بعنوان «فوالة»، وهو جلسة حوارية تُقام في 22 ديسمبر المقبل وتستضيف الفنانة نجاة مكي للحديث عن أعمالها ولوحاتها المعروضة، بما يسلّط الضوء على الثراء الثقافي والاجتماعي للمكان. يُذكر أن الحضور في الجلسة سيكون للسيدات.