بروكسل - رويترز
أفاد مسؤول العقوبات في الاتحاد الأوروبي بأن العقوبات المفروضة على روسيا تُحدث تأثيراً واضحاً على اقتصادها. ومع ذلك، يبقى الحلفاء في حالة من الحيرة حول نوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرض عقوبات إضافية، رغم التزام واشنطن باتفاق مجموعة السبع الذي يهدف إلى تنسيق الجهود ضد الكرملين.
في الأسبوع الماضي، قررت مجموعة السبع تكثيف العقوبات ضد موسكو نتيجة للحرب المستمرة في أوكرانيا، مع التركيز على استهداف الدول التي تشتري النفط الروسي، مما يعكس جهوداً حثيثة للتحايل على العقوبات.
الإجراءات الجمركية
لم يتم الكشف عن أسماء الدول المستهدفة، لكن الهند والصين وتركيا، التي هي عضو في حلف شمال الأطلسي، شهدت زيادة كبيرة في مشترياتها من النفط الروسي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية إضافية بنسبة 25% على الواردات القادمة من الهند، كوسيلة للضغط عليها لوقف مشترياتها من النفط الروسي الذي يتم بيعه بأسعار مخفضة، مما رفع إجمالي الرسوم إلى 50%.
ومع ذلك، لم تتخذ واشنطن أي إجراءات مماثلة تجاه مستوردي النفط الروسي الآخرين. ويظل السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم فرض عقوبات جديدة ضد الكرملين.
قال ديفيد أوسوليفان، مبعوث الاتحاد الأوروبي للعقوبات: "هذا الأمر لا يزال من الأمور الغامضة في الوضع الحالي". وأشار إلى أن هناك دلائل على أن ترامب يفقد صبره تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن ما إذا كان ذلك سيثير اتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات جديدة يظل غير مؤكد.
في سياق متصل، خفضت دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا سقف سعر النفط الروسي الذي حددته مجموعة السبع، حيث تم تخفيضه من 60 دولاراً إلى 47.60 دولار للبرميل اعتباراً من أوائل سبتمبر الماضي. لكن الولايات المتحدة لم تتخذ خطوة مماثلة، وهو ما اعتبره أوسوليفان "مؤسفاً".
تحديات الاقتصاد الروسي
تسعى القوى الغربية إلى استغلال تراجع الاقتصاد الروسي من خلال تقليل عائدات موسكو من صادرات النفط والغاز. وأشار أوسوليفان إلى أهمية ممارسة المزيد من الضغط على سلوفاكيا والمجر لإنهاء مشترياتهما من النفط والغاز عبر خطوط الأنابيب، وهي مسألة حساسة بالنسبة للاتحاد.
في الوقت نفسه، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تسريع عملية التخلص التدريجي من وارداته من الغاز الطبيعي المسال الروسي كجزء من حزمة العقوبات التاسعة عشر المقترحة.
وأوضح أوسوليفان أن العقوبات الغربية تؤدي إلى نتائج واضحة، مشيراً إلى أن "مؤشرات الاقتصاد الروسي تُظهر تباطؤاً" في الأداء الاقتصادي.
التفاف روسيا على العقوبات
وأضاف: "كل هذه الأمور تعكس الضغط الذي تتعرض له روسيا نتيجة لعقوباتنا. ومع ذلك، فإنهم يبتكرون باستمرار طرقاً جديدة للتملص من العقوبات، وعلينا سد الثغرات الموجودة".
في ظل عدم وضوح التزام الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة، يعتمد الاتحاد الأوروبي استراتيجية موازية تستهدف الصين باعتبارها أحد أكبر الداعمين لروسيا.
يعتبر الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا ودول الحلفاء الصين قناة حيوية في شبكة موسكو للتهرب من العقوبات، حيث تسهل تدفق المعدات العسكرية والإلكترونيات المستخدمة في الطائرات المسيرة والصواريخ.
تواجه جهود التواصل مع بكين صعوبات، إذ تنفي الصين أي علاقة لها بغير "التجارة العادية" مع روسيا بعد مرور ثلاث سنوات على اندلاع الحرب في أوكرانيا.