2025-10-12 - الأحد

استكشاف الثقافة العباسية وتأثيرها على الأدب الحديث

{title}

في إطار فعاليات ملتقى الشارقة الثقافي، تم تنظيم جلسة مهمة تحت عنوان: «أبرز الملامح الثقافية في العصر العباسي. رموز ثقافية مؤثرة.. هارون الرشيد بين الواقع ورأي المستشرقين». وقد أدارت الجلسة الإعلامية عائشة الرويمة، حيث قدمها عوض الدرمكي، الذي سلط الضوء على أهمية العودة إلى تاريخنا للاستفادة منه، مشيراً إلى ضرورة قراءة التاريخ بصفة مستمرة لفهم واقعنا والنهوض بثقافتنا وقيمنا الأصيلة. وتجربة العصر العباسي تعتبر من أكثر التجارب الثقافية ثراءً، إذ شهد هذا العصر انطلاقاً لأنواع أدبية وثقافية وفنية جديدة ما زالت حاضرة معنا حتى اليوم. ومن بين هذه التجارب، يمكن أن نذكر تجربة «زرياب»، الذي أضاف للعود وتراً خامساً غير مجرى العزف جذرياً، ووضع أصول الإتيكيت في تناول الطعام وارتداء الملابس حسب المناسبة.

وأضاف عوض الدرمكي موضحاً: «لا يمكننا الحديث عن العصر العباسي دون التوقف عند الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي أحدث ثورة علمية من خلال إصدار قرار بصناعة الورق، الذي كان يُصنع حصراً في الصين. بعد ذلك، انتشرت ظاهرة الكتابة بشكل كبير، وظهرت الحوانيت المختصة بالتدوين، حيث انتشر الأدباء والعلماء في مختلف المجالات، وظهرت أنواع جديدة من الأدب.»

الجلسة الأخرى التي نظمها الملتقى بعنوان «أبرز الملامح الثقافية في العصر العباسي»، أدارتها الإعلامية عائشة العاجل، وشارك فيها عدد من الشخصيات البارزة، مثل د. محمد المزطوري، ود. حصة الكتبي، والأستاذ عيسى يوسف، ود. عاطف منصور. وقد تناول د. المزطوري موضوع بيت الحكمة والصالونات الثقافية، حيث قال إن بيت الحكمة تأسس في العصر العباسي وكان له دور بارز في الترجمة، وقد كان مركزاً ثقافياً يضم الكتب والمخطوطات والأدباء والشعراء، بالإضافة إلى كونه مصدراً لنقل المعارف والثقافات.

تحدثت د. حصة الكتبي عن تأثير الأدب العباسي في الأدب المعاصر، مقدمة عرضاً مميزاً تحت عنوان «في ظلال العباسيين»، حيث استعرضت تأثير الأدباء والشعراء من العصر العباسي على الكتابات المعاصرة، موضحة: «عندما نتحدث عن الأدب العباسي، فإننا نتحدث عن حالة ثقافية خالدة، شكلت وجدان الأمة، وأثرت على مسارات الإبداع العربي عبر قرون عديدة.»

ترجمة العلوم والآداب

في اليوم الثاني من الملتقى، كانت هناك جلسة بعنوان «ازدهار العلوم الإنسانية في العصر العباسي» بإدارة د. محمد بن جرش، وشارك فيها الشاعر د. شهاب غانم والكاتب غيث الحوسني. وتحدث د. شهاب غانم عن أهمية ترجمة الشعر في عصر الازدهار العلمي، مشيراً إلى أن: «الشعر ينقل لنا روح الأمة، وقراءة شعرها تعكس ثقافتها.» وقدم رؤى حول كيفية ترجمة الشعر، حيث فضل أن تكون ترجمة الشعر إلى شعر وليس إلى نثر.

أكد د. شهاب على أن جهود الترجمة في العصر العباسي كانت فردية ولم تكن منظمة، مما أدى إلى قلة الترجمات الشعرية. كما أشار غيث الحوسني إلى الفلسفة في العصر العباسي وتأثرها بالثقافة اليونانية، موضحاً: «لم يتأثر العرب بالثقافة اليونانية فحسب، بل أعادوا تشكيلها، حيث تمت ترجمة الأعمال الأدبية والفلسفية بروح عربية وإسلامية، مما أضاء ظلام الجهل في العالم.»