اختتمت الدورة الثالثة عشر من المنتدى العالمي للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، الذي نظمته الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، تحت شعار «النمو المستدام: قيادة التغيير العالمي». وقد حظي هذا المنتدى برعاية وزارة الاقتصاد والسياحة، وشهد حضور الشيخ المهندس سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة ورئيس مجلس إدارة مطار رأس الخيمة الدولي. كما شارك فيه وزراء ومسؤولون من الأمم المتحدة وقادة أعمال وأكاديميون وشباب من مختلف دول العالم.
استمر المنتدى على مدى يومين، في الثامن والتاسع من أكتوبر 2025، حيث شهد تحولاً من منتدى عربي إلى منصة عالمية حقيقية تعكس الحاجة إلى العمل الجماعي العابر للحدود. وقد وضع المنتدى معياراً جديداً في دفع عجلة النمو المستدام، ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي في مجالات المياه والتمويل الأخضر والنمو الحضري المستدام وتمكين الشباب.
انطلق اليوم الثاني من المنتدى بكلمات رئيسية ألقتها مها القرقاوي، نائب رئيس قطاع دعم مصالح مجتمع الأعمال في غرف دبي، والدكتور يوسف العساف، رئيس معهد روتشستر للتكنولوجيا في دبي. وقد شددا على أهمية تفعيل دور المؤسسات في تحقيق التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة.
استعرضت الجلسة الأولى في اليوم الثاني، بعنوان «من امتلاك الموارد إلى إنتاج الطاقة»، تجربة الإمارات في الطاقة النظيفة، التصميم المستدام للمباني، والتقنيات المبتكرة لاحتجاز الكربون. وأكد المشاركون أن التكنولوجيا والسياسات المتكاملة والشراكات تشكّل ركائز لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
ركزت الجلسة الثانية، بعنوان «تمويل المرحلة الانتقالية: إطلاق العنان للاستثمارات الخضراء»، على دور التمويل الأخضر ورأس المال المستدام في تسريع التنمية. بينما تناولت الجلسة الثالثة، بعنوان «انطلاقاً من نقطة الصفر: إعادة هيكلة النمو»، دور الحكومات والشركات في إعادة تصور نماذج التنمية بما يواكب متطلبات الاستدامة الحضرية والثقافة وتمكين الشباب.
شهد اليوم الختامي محادثة تحفيزية مع يوجين ماين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة تريستار، تناولت موضوع القيادة المستدامة وخلق القيمة طويلة الأمد. وأكد ماين على أهمية إعادة تقييم مفهوم الوقت في التنمية المستدامة، وتبني رؤية طويلة المدى تتيح تجدد الموارد وتعزز فرص الأجيال القادمة.
وفي ختام المنتدى، أكدت حبيبة المرعشي، المؤسس والرئيس التنفيذي للشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، أن هذه الدورة شكلت نقطة تحول نوعية، حيث جمعت الحكومات والشركات والمجتمع المدني في حوار بنّاء حول النمو المستدام. وقالت: ما خرج به المنتدى ليس مجرد أفكار بل خرائط طريق للمستقبل، ودعوات للعمل الفعّال من أجل بناء إرث من المرونة والازدهار للأجيال المقبلة.
وأضافت مها القرقاوي أن المنتدى شكل منبراً حيوياً لمناقشة أبرز القضايا المتعلقة بالاستدامة، مؤكدة التزام غرف دبي بدعم الشركات في تبني ممارسات مسؤولة تسهم في بناء اقتصاد أكثر تنافسية واستدامة.