2025-10-12 - الأحد

فرحة الفلسطينيين بوقف إطلاق النار: آمال جديدة بعد عامين من المعاناة

{title}

انطلقت الاحتفالات الكبيرة بين الفلسطينيين يوم الخميس، مع ورود أنباء عن توصل إسرائيل وحركة "حماس" إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة. وعمّت الفرحة شوارع مدينة غزة المدمرة، حيث نزح معظم سكانها بسبب القصف الإسرائيلي إلى مناطق مختلفة في القطاع. وبعد مرور يوم واحد فقط على الذكرى السنوية الثانية للهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023، أسفرت المحادثات غير المباشرة التي جرت في مصر عن اتفاق يتضمن المرحلة الأولية من إطار ترامب المكون من 20 نقطة للسلام.

عبر عبد المجيد عبد ربه، المقيم في خان يونس، عن مشاعره قائلاً: "الحمد لله على وقف إطلاق النار ووقف شلال الدماء والقتل". وأكد أن السعادة تعم كافة أرجاء غزة والعالم العربي، مشيراً إلى أنه ليس وحده في هذا الشعور، بل كل القطاع يشارك في الفرحة. وأضاف الشاب الذي ارتدى قميصاً أسود: "كل الشكر والحب لمن وقفوا معنا وساهموا بوقف شلال الدماء".

وقد بكى سكان القطاع معبرين عن آمالهم في أن يؤدي الاتفاق إلى إنهاء الحرب، مما يتيح لهم العودة إلى منازلهم. قال تامر البرعي، رجل أعمال نازح من مدينة غزة: "لم أستطع التوقف عن الضحك أو البكاء... لم أصدق أنني نجوت". وأكد عبر تطبيق للتراسل أنه ينتظر العودة إلى منزله في مدينة غزة لينام دون خوف من القصف.

وفي حديثها، قالت زكية رزق (58 عاماً)، وهي أم لستة أبناء، إن منزلهم كان من بين أول البيوت التي دمرت. ورغم انتهاء الحرب، أوضحت أنهم سيظلون يعيشون في خيام ربما لسنوات حتى يتم إعادة إعمار غزة. وعلى الرغم من سعادتها بنجاة جميع أبنائها، أشارت إلى أن منزلهم يقع في منطقة حدودية ستبقى تحت سيطرة القوات الإسرائيلية.

وفي ساعات ما قبل فجر يوم الخميس، تجمع شبان فلسطينيون أمام مستشفى ناصر في خان يونس، حيث غنوا ورقصوا على أنغام الأغاني الوطنية، فرحين بالتوصل للاتفاق. وقد أظهرت إحدى لقطات وكالة الصحافة الفرنسية شباناً يرفعون صحفياً يرتدي بزة صحفية ويجري مقابلة وبيده المايكروفون. وأعرب أيمن النجار عن سعادته بالاتفاق رغم فقدانه جدّه قبل أسبوع، قائلاً: "رغم الجراح ورغم الإبادة التي تعرضنا لها وفقدان الأحبة والأقارب، لكننا سعداء وفرحتنا كبيرة بسبب وقف إطلاق النار".

من ناحية أخرى، قال وائل رضوان: "هذا شيء مفرح، ونشكر أي شخص ساهم ولو بالكلام في وقف هذه الحرب ووقف شلال الدماء". وفي مخيم المغازي وسط القطاع، ذكر خالد النمنم، النازح من حي النصر في مدينة غزة، أنه لم يتوقع إنهاء الحرب. وروى: "فجأة استيقظت صباحاً على أخبار جميلة جداً... شعور غريب لا يوصف بعد سنتين من القصف والخوف والجوع". وأضاف: "شعرنا أننا نولد من جديد".

وكان الدفاع المدني في غزة قد حذر المواطنين الموجودين في مناطق جنوب القطاع والراغبين بالعودة إلى مدينة غزة بعدم التحرك أو العودة إلا بعد صدور إعلان رسمي من الجهات المختصة يؤكد السماح بالعودة، والتأكد من إخلاء شارع الرشيد والمناطق المحيطة من القوات الإسرائيلية.