كشف الوسيط السابق في "صفقة شاليط" عن كواليس الصفقة الجديدة بين إسرائيل و"حماس"، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان له دور رئيسي في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب. في بيان نشره غيرشون باسكن، الناشط اليساري وأحد الوسطاء الرئيسيين في صفقة الجندي جلعاد شاليط عام 2011، أوضح أن هذه الخطوة جاءت في أعقاب التطورات الأخيرة في المفاوضات، والتي أسفرت عن توقيع اتفاق لإنهاء القتال في غزة.
باسكن وصف المشهد بأنه "صباح احتفالي"، حيث توقف القتل والدمار، وعاد الرهائن الإسرائيليون إلى ديارهم، سواء كانوا أحياءً أو جثامين. وأضاف أن الفلسطينيين سيحتفلون أيضاً بإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من غزة، مما يتيح الفرصة للجميع للتنفس من جديد بعد فترة طويلة من الصراع.
ووجه باسكن الشكر للأطراف التي عملت خلف الكواليس، وعلى رأسهم ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى جاريد كوشنر، الذين ضغطوا على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للوصول إلى هذه الصفقة. كما أشار إلى أهمية دور رئيس وزراء قطر ووزير المخابرات المصري ورئيس المخابرات التركية في المرحلة الحاسمة من المفاوضات.
وأفاد باسكن أن الاتفاق ليس مجرد وقف إطلاق نار مؤقت، بل هو إعلان رسمي لنهاية الحرب، مع ضمانات بأن القتال لن يُستأنف بعد أن تفرج حماس عن جميع الرهائن. وأوضح أن الصفقة كان يمكن أن تتم منذ فترة طويلة، حيث كانت حماس قد وافقت على جميع الشروط في سبتمبر 2024، لكن المفاوضات لم تُسفر عن نتائج إيجابية بسبب رفض نتنياهو إنهاء الحرب.
كما أشار إلى أن العقبة الرئيسية كانت إسرائيل، وليس حماس. حيث كانت الأخيرة مستعدة لإجراء صفقة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن والتخلي عن حكمها في غزة، لكن إسرائيل لم تكن مستعدة للتجاوب. وتابع باسكن حديثه بالتأكيد على أن ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام، وأن ستيف ويتكوف يستحق التقدير لدوره في هذه المفاوضات التاريخية.
في الساعة الثانية صباحاً، اجتمع المشاركون في المفاوضات في غرفة كبيرة، حيث جلست البعثة الإسرائيلية مقابل البعثة الفلسطينية، وهو ما يُعتبر سابقة تاريخية، حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي يجلس فيها ممثلون رسميون من الجانبين في نفس الغرفة. وتم توقيع الصفقة، والآن يتبقى فقط انتظار التنفيذ الكامل لها.