أصدرت السلطات الأوكرانية قرارًا عاجلاً بإجلاء العائلات التي لديها أطفال من بعض أحياء مدينة كراماتورسك، حيث تشتد الضربات الروسية على المناطق المدنية والبنية التحتية. وفي تصريحات له، اتهم الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي موسكو بمحاولة "زرع الفوضى" من خلال استهداف منشآت الطاقة، مما يزيد من معاناة السكان في تلك المناطق.
تدهور الوضع الأمني في كراماتورسك
وفقًا لبيان صادر عن مجلس مدينة كراماتورسك، فقد تدهور الوضع الأمني بشكل ملحوظ في بعض المناطق، مما استدعى اتخاذ قرار بإجلاء إلزامي للعائلات التي لديها أطفال. العملية شملت أيضًا قريتين مجاورتين، حيث أكد المجلس أن المدينة والمناطق المحيطة بها تتعرض لضربات متكررة، خاصةً بواسطة طائرات مسيرة قصيرة المدى. هذه الضربات أدت إلى تدمير العديد من المباني السكنية والمنشآت المدنية، مما جعل من المستحيل استمرار تقديم الخدمات الاجتماعية والطبية.
تصعيد الضغوط الروسية
تعتبر كراماتورسك آخر مدينة رئيسية في منطقة دونباس تحت سيطرة كييف، وهي تبعد حوالي عشرين كيلومترًا عن خطوط المواجهة. زيلينسكي أكد أن روسيا تكثف هجماتها على منشآت الطاقة والسكك الحديدية بهدف الضغط النفسي على السكان. وأشار إلى أن "هدف روسيا هو زرع الفوضى" عبر استهداف هذه المنشآت الحيوية.
في سياق متصل، أسفرت سلسلة من الهجمات ليلة الأربعاء إلى الخميس عن إصابة خمسة أشخاص على الأقل في منطقة أوديسا، حيث أكد الحاكم أوليغ كيبر أن البنية التحتية للطاقة والمباني المدنية تعرضت لأضرار جسيمة. كما أن مستودعات الميناء المطل على البحر الأسود، والتي تُعتبر مركزًا رئيسيًا للتجارة الأوكرانية، تعرضت لهجمات متكررة منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022.
أوكرانيا تحقق نتائج إيجابية في مواجهتها الروسية
من جهة أخرى، أعلن زيلينسكي أن بلاده حققت "نتائج إيجابية" في استهداف المصافي الروسية، مما ساهم في رفع أسعار الوقود في روسيا، حيث أفاد أن "نقص الوقود في روسيا يبلغ 20% من الحاجات الأساسية". وفي الوقت نفسه، ذكرت السلطات الروسية أن منشآت نفطية في منطقة فولغوغراد تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية، حيث تم استهداف محطة كهرباء في منطقة بيلغورود الحدودية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.
وفيما يتعلق بالوضع الميداني، أفاد الحاكم أوليغ غريغوروف عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين نتيجة قصف روسي استهدف منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات تمت باستخدام "عشرات الطائرات المسيّرة الهجومية". وفي ظل هذه الظروف، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن "الزخم الذي أحدثه اجتماع بوتين وترامب في ألاسكا بشأن السلام في أوكرانيا قد تلاشى بسبب مواقف الأوروبيين".