2025-10-12 - الأحد

التوجه المتصاعد نحو إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب: خطوات مهمة نحو التغيير

{title}

أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، في تصريح لها اليوم الجمعة بالرباط، أن مسار إلغاء عقوبة الإعدام بالمغرب "متدرج وتصاعدي"، مما يعكس دينامية مجتمع يتفاعل فيه الفكر الحقوقي مع القرارات السياسية. ويظهر هذا التفاعل الإرادة المدنية التي تتقاطع مع التحولات التشريعية الجارية.

وأوضحت بوعياش في كلمة خلال ندوة صحافية نظمتها الهيئة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، أن ما يميز هذا المسار هو "حيوية النقاش الوطني واستمراريته، بتنوع المرجعيات داخل الفضاء الديمقراطي المغربي". وأشارت إلى أن الاحتفال بهذا اليوم يكتسب طابعاً مختلفاً عن السنوات الماضية، حيث شهدت الفترة من أكتوبر 2024 حتى اليوم اتخاذ قرارين هامين. يتعلق الأول بالتصويت لأول مرة في دجنبر 2024 لصالح القرار الأممي المتعلق بوقف تنفيذ عقوبة الإعدام على الصعيد العالمي.

أما القرار الثاني، فقد تم التصويت عليه يوم الثلاثاء الماضي، وهو يتعلق بقرار لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، حيث يبرز أهم مضامينه الدعوة إلى تقليل الجرائم المعاقب عليها بالإعدام، والحد من ممارسة هذه العقوبة في الدول التي تتيح تشريعاتها ذلك، بالإضافة إلى الانضمام للبروتوكول الاختياري الثاني الخاص بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.

وشددت بوعياش على أن هذا اللقاء ليس مجرد مناسبة سنوية، بل هو فرصة لتأكيد "التزامنا بضرورة الإلغاء" وتجديد الطموح مع التطورات السياسية والحقوقية التي يشهدها المغرب. كما أكدت على "قناعتنا الراسخة بأن الحق في الحياة هو أسمى الحقوق، وأن حمايته تمثل حجر الزاوية لأي مشروع مجتمعي قائم على الكرامة الإنسانية والعدالة".

من جانبه، قال منسق الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، النقيب عبد الرحيم الجامعي، إن تخليد اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام يمثل مناسبة عالمية غنية بدلالاتها الحقوقية والإنسانية، والتي بدأت تنظيمها منذ 25 سنة.

وأبرز الجامعي أن العالم، بما في ذلك المغرب، شهد مجموعة من التطورات والتحولات في مجال مناهضة عقوبة الإعدام، بما في ذلك تقلص عدد الأحكام بالإعدام والتقدم الذي أحرزته بعض الدول في هذا الاتجاه.

أما رئيس المرصد المغربي للسجون، عبد الرحمان العلالي، فقد اعتبر أن الشعار الذي اختاره الائتلاف الدولي ضد عقوبة الإعدام لسنتي 2024 و2025، وهو "لا أحد محمي من عقوبة الإعدام: ألغوها الآن"، جاء نتيجة نقاش عالمي يهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة حول فعالية هذه العقوبة في تعزيز الأمن.

وأجمع المتدخلون على الدينامية العالمية التي تميز المسار المتعلق بإلغاء عقوبة الإعدام، مشيدين بالجهود المبذولة في هذا السياق على مستوى المملكة المغربية.

ويذكر أن هذا اللقاء، الذي نظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان بشراكة مع الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، شهد حضور عدد من السفراء وممثلين عن هيئات دولية مهتمة بحقوق الإنسان.