في خطوة تفاعلية تعكس استجابة فورية لمطالب "جيل زد"، نظمت منظمة الشبيبة التجمعية بجهة الدار البيضاء سطات أول لقاء شبابي لها يوم الأربعاء الماضي. وقد شهد هذا اللقاء فتح باب الحوار بشكل جريء وصريح حول القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الملحة التي تشغل بال الشباب، بمشاركة أعضاء من الشبيبات الحزبية بالإضافة إلى شباب غير منتمين سياسياً.
الجلسة الحوارية، التي جرت تحت شعار: "شباب مغربي.. ناقشو الإشكاليات باش نقتارحو حلول"، كانت بمثابة منصة للمشاركين لمناقشة المشاكل البنيوية التي تواجه عدة قطاعات في البلاد. وقد اتفق الشباب على أن الحكومة أولت منذ تنصيبها اهتماماً خاصاً بتجاوز التحديات المتراكمة في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والتشغيل، من خلال تبني تعاقدات مجتمعية جديدة.
في هذا السياق، تركز جزء كبير من المداخلات حول إشكاليات قطاع التعليم، التي تواصلت لعقود. وأكد المشاركون أن إصلاح هذه المنظومة يُعد أولوية قصوى لدى الحكومة، رغم الإكراهات الهيكلية المتراكمة التي تعيق ذلك.
وفقاً للنقاش الذي طبعته الصراحة والمكاشفة بين الشباب، فإن المشكلات الرئيسية في القطاع تتضمن الاكتظاظ، الهدر المدرسي، ضعف جودة التعلمات، وهشاشة البنيات التحتية، وهي مشاكل ليست وليدة اليوم. وفي المقابل، نوه المتحدثون بالجرأة التي أظهرتها الحكومة لإطلاق إصلاح شامل، مشيرين إلى أن النتائج بدأت تظهر، ولكن التنزيل الكامل يتطلب المزيد من الوقت.
كما أكدت معظم المداخلات أن لا أحد اليوم يمكنه إنكار وجود مشاكل اجتماعية متراكمة على مر السنين. ومع ذلك، شدد المتدخلون على ضرورة الحذر من نشر اليأس والتحريض على العنف عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وبخصوص قطاع الصحة، تم تسليط الضوء على أنه يمثل أحد المجالات التي عملت الحكومة على تجاوزها بشكل جذري، من خلال زيادة ميزانيته وجعل إصلاحه أولوية في البرنامج الحكومي.
وفي ختام اللقاء، وجه الشباب دعوة إلى نظرائهم للتحلي بالصبر والعزيمة والطموح، والعمل على تحسين وضعهم ومستواهم الفكري. وأكدوا أن العديد من أبناء الشعب اجتهدوا وتمكنوا من الوصول إلى مستويات عليا.
كما اتفق المتحدثون على أن المغرب شهد تغييرات ملحوظة في الآونة الأخيرة، داعين الشباب إلى التقاط الرسائل الإيجابية التي يبعثها الملك محمد السادس خلال خطاباته، والالتحاق بالأحزاب السياسية لخدمة الوطن.