2025-10-12 - الأحد

قاعدة الذروة والنهاية وتأثيرها على تجاربنا الشخصية

{title}

تعتبر قاعدة "الذروة والنهاية" في علم النفس من المفاهيم المثيرة التي تفسر كيفية تأثير الذكريات على تقييم تجاربنا الحياتية. في العادة، نعتقد أن أكثر الأيام متعة هي تلك التي تحمل لحظات جميلة، بينما نتذكر الأيام الصعبة على أنها الأكثر قسوة. وأوضح الباحثون أن ذاكرة الإنسان لا تسجل الأحداث بشكل كامل، بل تركز على لحظتين رئيسيتين: لحظة الذروة ولحظة النهاية.

وأظهر البحث أن هذه اللحظات تشكل كيف نقيّم تجاربنا. مثلاً، يمكن أن نتذكر رحلة قصيرة كأروع مما كانت عليه في الواقع، إذا كانت قد بلغت ذروتها في لحظة من السعادة العالية وانتهت بلحظة مميزة. كما يمكن أن تبقى في ذاكرتنا تجربة سلبية لفترة طويلة، رغم أن معظم أحداثها كانت عادية، بسبب نهاية محبطة أو لحظة توتر.

بينما نعيش تجاربنا، قد نلاحظ أن ما نمر به لحظة بلحظة لا يتطابق دائماً مع ما يتبقى في ذاكرتنا بعد ذلك. فالأهم هو كيفية تقييمنا لتلك التجارب بناءً على الذروة والنهاية. وعلى الرغم من أن هذا يبدو كحدس، إلا أنه مدعوم بدراسات علمية.

وأجرى الباحثون دانيال كانيمان وباربارا فريدريكسون دراسة في عام 1993، حيث طلبوا من المشاركين خوض تجربتين مزعجتين. كانت الأولى قصيرة لكنها انتهت بطريقة مزعجة، بينما كانت الثانية أطول لكنها انتهت بشكل أكثر لطفاً. ونتيجة لذلك، فضل العديد من المشاركين إعادة تجربة الثانية، رغم أن مجموع الإزعاج فيها كان أكبر.

وأشارت النتائج إلى أن ما تسجله الذاكرة ليس التجربة بالكامل، بل القمة والنهاية. أي أن تحسين النهاية يمكن أن يغير تقييم التجربة بأكملها. وبالتالي، لا تعني قاعدة "الذروة والنهاية" أننا يجب أن نبحث عن الكمال في كل تجربة، بل ينبغي علينا إدارة ما يمكن التحكم فيه.

وأيضاً، يمكن أن تساعدنا هذه القاعدة في تحسين التجارب اليومية. بدلاً من التركيز على طول التجربة، يمكننا التفكير في كيفية بلوغ ذروتها وكيفية إنهائها. عندما نعتبر يومنا كمشهد فني بدلاً من خط زمني مسطح، سنتمكن من التحكم في ما سنتذكره لاحقاً.

وبذلك، يمكن أن تكون النهاية المرتبة بمثابة لمسة جمالية تضيف قيمة لتجاربنا. فبدلاً من أن نحمل معنا كل ما حدث حرفياً، سنحتفظ باللحظات المميزة والنهايات التي صنعناها بأنفسنا، مما يجعل ذكرياتنا أغنى وأعمق.