2025-10-12 - الأحد

قصة أمل تجسد قيم الرحمة والتكافل: جمعية دار البر تعيد النور لحياة أب عانى الفقر

{title}

في خضم التحديات اليومية، تظهر قصص إنسانية تحمل في طياتها الأمل والكرامة. تجسد هذه القصص قيم الرحمة والتكافل، ومن بينها قصة أب واجه أوقاتاً عصيبة بعد فقدانه لوظيفته. حيث أراد أن يحافظ على حلم ابنته المتفوقة، رغم تراكم الديون وضغوط الحياة. جاء دور جمعية «دار البر» لتعيد الأمل إلى قلب هذا الأب، وتؤكد أن الخير لا يزال موجوداً في المجتمع.

وأثناء جلوسه في زاوية صغيرة من شقته المتواضعة، كان الأب يحتضن أوراق ابنته الجامعية، التي عجز عن تسديد رسومها. كانت نظراته مليئة بالقلق والتشتت بين الأمل واليأس، وهو يخشى رؤية حلم ابنته يتلاشى. كان هدفه الوحيد هو رؤية ابنته تكمل دراستها وتحقق طموحاتها في أن تصبح مهندسة.

فقد الأب عمله بشكل مفاجئ، مما أدى إلى تراكم الديون عليه. بات عاجزاً عن توفير أبسط احتياجات أسرته. ومع كل نظرة إلى ابنته المتفوقة في جامعة عجمان، التي تدرس الذكاء الاصطناعي، كان يشعر بوطأة العجز تضغط على قلبه.

وفي لحظة من اليأس، قرر الأب كتابة رسالة لجمعية دار البر، يروي فيها قصته ويطلب المساعدة لإنقاذ مستقبل ابنته. كتب تلك الرسالة وهو يذرف الدموع، وعندما تلقى اتصالاً من الجمعية بعد أيام قليلة، تغيرت حياته بالكامل.

وأعلنت الجمعية أنها ستتكفل بسداد رسوم ابنة الأب، التي بلغت 147 ألف درهم، حتى تتمكن من إكمال دراستها. لم يتمالك الأب نفسه من الفرح، واحتضن ابنته التي كانت مدهوشة من استجابة الله لدعائها.

وفي تلك اللحظة، لم يكن المال هو ما أعاد الحياة للأب، بل الإحساس بوجود من يسانده ويقول له «لست وحدك». استطاعت جمعية دار البر أن ترسم البسمة على وجوههما، وتعيد الأمل إلى مساره.

وأثبتت هذه القصة أنها واحدة من العديد من القصص التي ترويها الجمعية يومياً، حين تختار الاستثمار في الإنسان. فكل بيت متعفف يضم أباً يقاتل بصمت من أجل أطفاله، وكل حلم مهدد بالضياع يحتاج إلى يدٍ تمتد بالعطاء.

وأشاد عبدالله علي بن زايد الفلاسي، الرئيس التنفيذي للجمعية، بالدور الذي تلعبه الجمعية في دعم الأسر المتعففة. حيث أكد أن هذه المساعدة تأتي ضمن البرامج المجتمعية والإنسانية التي تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية عن هذه الأسر.

وأوضح الفلاسي أن دعم الطلاب غير القادرين يعد أحد المحاور الرئيسية في عمل الجمعية، بجانب تلبية احتياجات الأسر ذات الدخل المحدود. حيث تسعى الجمعية لتحقيق رسالتها في تعزيز قيم التكافل الإنساني.

وما زالت جمعية دار البر تواصل مسيرتها، تتلمس احتياجات الناس وتفتح أبوابها لمن ضاقت بهم السبل، لتقول للجميع: «إنه لا شيء يعيد للحياة معناها مثل يدٍ تمتد بالعطاء».