يتداول بعض مرضى عيادات الكلى وصفات وأعشاب تسمى “زهرة الموصل” ويروج لها أنها تعالج أو تخفض الكرياتينين وتغني عن غسيل الكلى. وكاستشاري في أمراض و زراعة الكلى من واجبي أن أوضح التالي :
1- لا توجد أي دراسة علمية محكّمة أثبتت أن هذه الأعشاب تعالج أو تخفض الكرياتينين أو تغني عن الغسيل.
2- الاعتماد على وصفات شعبية قد يؤخر التداخل الطبي الصحيح، مما يسرّع تدهور الكلى ويعرض المريض لمضاعفات خطيرة.
3- كثير من الأعشاب قد تحتوي على مواد سامة للكلى أو الكبد، أو شوائب ومعادن ثقيلة غير معلن عنها.
4- قد تُبطل هذه العشبة مفعول بعض الأدوية الأساسية (مثل أدوية الضغط، السكري، المميعات) فتزيد الخطورة وتفاقم الوضع.
5- من يقول: "انخفض الكرياتينين عندي" قد يكون السبب زيادة السوائل، أو وجود خطأ مختبري أو التزام بحمية معينة … وليس العشبة.
6- وفي كل الأحوال، إذا جُرّبت هذه الزهرة على عشرة وأفادت شخصاً واحداً، فماذا عن التسعة الآخرين؟! هل لا يزالوا أحياء وماذا حصل لهم, هل هذه فاعلية يمكن الاعتماد عليها؟
7- الطب الحديث يقدم خيارات مثبتة: أدوية، ضبط ضغط وسكر، غسيل وزراعة، وهي نتائج واضحة ومجربة.
8- تأمل معي هذا الفرق الجوهري بين الأعشاب التي تُعطى بوحدات غامضة مثل كمشة أو شوية أو نتفة، بينما الأدوية تُقاس بدقة شديدة مثل مغ أو حتى مايكروغرام. وهذا الفارق بين العشوائية و العلم.
9- أتفهم تماماً بحث المريض عن أي شيء يجنبه الفشل الكلوي، لكن للأسف في الحالات المزمنة الأمر بالتعريف الطبي الثابت منذ عدة عقود أنه غير قابل للرجوع بل و تدهوري ومهمتنا تبطيء هذا التدهور و تأخيره وتاجيله واتحدث عن الاعتلال المزمن . أما في كثير من حالات الاصابات الكلوية الحادة (أقل من 3 شهور, حتى لو احتاجت لغسيل كلوي) فهناك أمل أكبر بالتحسن طبعاً بالطرق الطبية الصحيحة.
10- أخيراً, العاطفة دائما حاضرة و لكن التعامل العقلاني أنفع للأنسان والكلية عضو حيوي لا يحتمل "المغامرات" بعشبة غير مدروسة، لأن الضرر فيها قد يكون غير قابل للتوقع.
حفظكم الله جميعا كلياتكم وكلواتكم!
- محمد حسان الذنيبات - استشاري أمراض وزراعة الكلى وضغط الدم