قال د. أوليج فارفولومييف ان الإفراط في تناول البيض يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية، مشيراً إلى ان كل 20 غراماً إضافية من البيض يومياً تزيد الاحتمال بنسبة 25%، وهو ما يعادل تقريباً ثلث بيضة كبيرة يومياً، مما يجعل الاستهلاك المفرط غير آمن خصوصاً لمن لديهم عوامل خطورة.
وأكدت دراسة حديثة في موقع MedikForum ان السكتة الدماغية حالة تهدد الحياة وتحدث عند انقطاع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، سواء بسبب جلطة دموية (إقفارية) أو تمزق وعاء دموي ضعيف (نزفية)، مشيرة إلى ان السكتة النزفية تمثل جزءاً من الحالات التي يمكن أن تتأثر بنمط التغذية.
وبينت دراسة صادرة عن مجلة كارديوفاسكولار هيلث ان الاستهلاك المعتدل للبيض يظل آمناً، بينما الإفراط يزيد مستويات الكوليسترول في الدم، ويؤثر على ضغط الدم، وهو ما يفسر جزئياً العلاقة بين تناول البيض بكثرة وزيادة مخاطر السكتة النزفية، ما يجعل الاعتدال أساسياً للصحة.
محتوى الكوليسترول وتأثيره
ونوه د. خالد النمر إلى أن بيضة واحدة كبيرة تحتوي على حوالي 186 ملغ من الكوليسترول في الصفار، مشيراً إلى ان الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول يجب عليهم تقليل تناول البيض للحفاظ على حدود 300 ملغ يومياً، وهو ما يساعد على تقليل مخاطر تصلب الشرايين والسكتة الدماغية.
وقالت دراسة في جامعة هارفارد ان الكوليسترول الغذائي يؤثر بشكل مباشر على مستويات الكوليسترول في الدم لدى بعض الأفراد، مع تأثير محدود لدى آخرين، ما يوضح سبب التباين في الدراسات حول البيض، ويؤكد أهمية تقييم كل حالة على حدة وفق التاريخ الصحي للشخص.
وأكدت دراسة صادرة عن مجلة نيوترشن اند هيلث ان الارتباط بين تناول البيض والسكتة النزفية يمكن تفسيره جزئياً بتأثيره على ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، مشيرة إلى ان الاستهلاك المعتدل، أي بيضة واحدة يومياً أو أقل، هو الخيار الأمثل لتقليل المخاطر الصحية المحتملة.
السكتة الدماغية وأسبابها
وقال د. هاني الناظر ان السكتة الدماغية الإقفارية تحدث عند انسداد وعاء دموي بسبب جلطة دموية، وتمثل حوالي 85% من جميع الحالات، بينما السكتة النزفية تنتج عن تمزق وعاء دموي ضعيف، مشيراً إلى ان السكتة النزفية هي النوع الأكثر تأثراً بالنظام الغذائي الغني بالكوليسترول والدهون المشبعة.
وأكدت دراسة في مجلة كارديوفاسكولار هيلث ان النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة والكوليسترول يؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي للسكتة النزفية، مشيرة إلى ان الإفراط في تناول البيض قد يرفع هذا الخطر بشكل ملحوظ لدى الأشخاص المعرضين.
وبينت دراسة صادرة عن جامعة كامبريدج ان التحكم في عوامل الخطر الغذائية مثل الكوليسترول والملح والدهون المشبعة يمكن ان يقلل من احتمال حدوث السكتة النزفية، مؤكدة ان تناول البيض باعتدال مع نظام غذائي متوازن يحد من هذه المخاطر بشكل كبير.
الجدلية حول استهلاك البيض
وقال د. احمد الشربيني ان الآثار الصحية للبيض مثيرة للجدل، حيث تقدم الدراسات بيانات متضاربة، مشيراً إلى ان الاستهلاك المعتدل للبيض يظل آمناً لمعظم الأشخاص، بينما الإفراط قد يزيد مخاطر ارتفاع الكوليسترول والسكتة النزفية، خاصة عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب أو الدماغ.
وأكدت دراسة في جامعة هارفارد ان تناول البيض يومياً بشكل معتدل، أي بيضة واحدة أو أقل، لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية، وهو ما يدعم فكرة ان الاعتدال هو المفتاح للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
وبينت دراسة صادرة عن مجلة نيوترشن ان الاعتماد على البيض كجزء من نظام غذائي متوازن، مع التركيز على الخضار، الفواكه، والحبوب الكاملة، يقلل من المخاطر المحتملة ويعزز الصحة العامة، مشيرة إلى ان الإفراط في البيض فقط هو ما يرفع المخاطر بشكل ملحوظ.
تأثير الكمية اليومية
ونوه د. خالد النمر إلى أن كل زيادة بمقدار 20 غراماً من البيض يومياً (أي تقريباً ثلث بيضة كبيرة) تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية بنسبة 25%، وهو ما يجعل من الضروري الالتزام بالكميات الموصى بها، ومراقبة تناول البيض ضمن النظام الغذائي اليومي بشكل دقيق.
وقال د. هاني الناظر ان متوسط وزن البيضة الكبيرة حوالي 60 غراماً، وهذا يعني ان تناول بيضتين أو أكثر يومياً يضاعف كمية الكوليسترول المتناولة، ويزيد تأثيره على ضغط الدم ومستويات الدهون في الدم، مما يعزز احتمالية الإصابة بالسكتة النزفية عند الأشخاص المعرضين.
وأكدت دراسة صادرة عن مجلة كارديوفاسكولار هيلث ان مراقبة الكمية اليومية من البيض ضمن حدود الاستهلاك الموصى بها تقي من زيادة ضغط الدم والكوليسترول، وتقلل المخاطر الصحية على المدى الطويل، مشيرة إلى ان الاعتدال هو الحل الأمثل للتمتع بفوائد البيض دون مخاطر.
نصائح عملية للحد من المخاطر
وقال د. احمد الشربيني ان لتجنب عواقب تناول البيض بكثرة يجب: الحد من عدد البيضات اليومية، التركيز على البياض أكثر من الصفار، دمجه مع نظام غذائي غني بالخضار والفواكه، مراقبة ضغط الدم والكوليسترول، واستشارة الطبيب في حال وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب أو الدماغ.
وأكدت دراسة في جامعة كامبريدج ان اتباع هذه النصائح اليومية يقلل من خطر السكتة النزفية، ويمنح فرصة للاستمتاع بفوائد البروتين الموجود في البيض دون التعرض للمخاطر المحتملة، مشيرة إلى ان السيطرة على الكمية عنصر أساسي للحفاظ على الصحة.
وبينت دراسة صادرة عن مجلة نيوترشن ان الجمع بين تناول البيض باعتدال والنظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم يحد من تأثير الإفراط على ضغط الدم والكوليسترول، ويقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية، موضحة ان الاعتدال والتنوع هما مفتاح الوقاية.
خلاصة التقرير ونصائح عامة
ونوه د. خالد النمر الى ان تناول البيض باعتدال يوفر فوائد غذائية كبيرة، لكن الإفراط قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية، وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم، وهو ما يجعل الوعي بالكميات اليومية أمراً حيوياً للحفاظ على صحة القلب والشرايين.
وقال خبراء التغذية ان الاعتدال في تناول البيض، التركيز على بياض البيض، دمجه مع خضار وفواكه وحبوب كاملة، وممارسة النشاط البدني المنتظم، يمثل استراتيجية عملية لتقليل المخاطر الصحية مع الاستفادة من البروتين والعناصر الغذائية الأساسية الموجودة في البيض.
وأكدت الدراسات العلمية ان مراقبة الضغط والكوليسترول، الالتزام بالكميات اليومية الموصى بها، ودمج البيض في نظام غذائي متوازن، يقي من عواقب الإفراط ويضمن صحة القلب والدماغ، مشيرة الى ان الاعتدال والوعي الغذائي هما المفتاح لتجنب السكتة النزفية والحفاظ على صحة الجسم بشكل عام.
