ارتفاع الدهون الثلاثية هو حالة طبية شائعة تشير إلى زيادة مستويات الدهون الثلاثية في الدم. تعتبر الدهون الثلاثية نوعًا من الدهون الموجودة في الدم، وتلعب دورًا أساسيًا في توفير الطاقة للجسم. ومع ذلك، قد تؤدي المستويات المرتفعة من الدهون الثلاثية إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية.
وقال الدكتور أحمد الشافعي، طبيب القلب المعروف، "تشير الدراسات إلى أن مستويات الدهون الثلاثية العالية يمكن أن تكون علامة على وجود خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب". وأضاف الشافعي أن "التغيرات في نمط الحياة مثل تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني يمكن أن تسهم في خفض مستويات الدهون الثلاثية".
الأعراض المرتبطة بارتفاع الدهون الثلاثية
عادةً لا يسبب ارتفاع الدهون الثلاثية أعراضًا واضحة، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تظهر علامات مثل الألم في الجزء العلوي من البطن، أو الشعور بالغثيان، أو الشعور بالتعب غير المبرر. أظهرت دراسة أجريت في عام 2022 أن 30% من المرضى الذين يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية أفادوا بأعراض مثل تلك المذكورة.
وأوضح البروفيسور سامي العبد، خبير أمراض القلب، أن "الكثير من الناس لا يدركون أن لديهم مستويات مرتفعة من الدهون الثلاثية حتى تظهر عليهم أعراض مرتبطة بأمراض القلب أو الأوعية الدموية". مبينا أنه من المهم إجراء فحوصات دورية لمستويات الدهون الثلاثية، خاصةً للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر مثل السمنة أو التاريخ العائلي لأمراض القلب.
وتشير الإحصائيات إلى أن ارتفاع الدهون الثلاثية يمكن أن يؤدي إلى التهاب البنكرياس، وهو حالة طبية خطيرة تتطلب علاجًا فوريًا. وقام الباحثون في جامعة هارفارد بدراسة شملت 500 مريض، ووجدوا أن 15% منهم الذين كانت لديهم مستويات مرتفعة من الدهون الثلاثية عانوا من التهاب البنكرياس. وبين الباحثون أنه في حالات تفاقم ارتفاع الدهون الثلاثية، قد يتطلب الأمر إدخال المرضى إلى المستشفى لتلقي العناية اللازمة.
أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وتشمل العوامل الوراثية، والسمنة، ونمط الحياة غير الصحي، مثل تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات.
وقال الدكتور علي المنصوري، أخصائي التغذية، أن "النظام الغذائي الغني بالسكريات المضافة والدهون غير الصحية يمكن أن يؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع الدهون الثلاثية". وأضاف المنصوري أن "تقليل استهلاك الكربوهيدرات المكررة وزيادة تناول الألياف يمكن أن يساعدان في تحسين مستويات الدهون الثلاثية".
كما أظهرت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن الأفراد الذين يتمتعون بنمط حياة نشط، بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، يظهرون انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الدهون الثلاثية مقارنةً بأولئك الذين يتبعون نمط حياة خامل. كما أشار الباحثون إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بمعدل 30 دقيقة يوميًا يمكن أن تؤدي إلى خفض مستويات الدهون الثلاثية بنسبة تصل إلى 20%.
علاج ارتفاع الدهون الثلاثية
تتضمن استراتيجيات العلاج لارتفاع الدهون الثلاثية تغييرات في نمط الحياة، مثل الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام. قال الدكتور عادل عبد الرحمن، طبيب باطني، "من المهم أن يتبع المرضى نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون". موضحًا أنه "يجب على الأفراد تجنب الأطعمة المعالجة والسكريات المضافة".
كما أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة كولومبيا أن تناول المكسرات، مثل اللوز والجوز، يمكن أن يساهم في خفض مستويات الدهون الثلاثية بشكل فعال. حيث أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا 30 جرامًا من المكسرات يوميًا شهدوا انخفاضًا في مستويات الدهون الثلاثية بنسبة 15% بعد 12 أسبوعًا. وأشار الباحثون إلى أن الدهون الصحية الموجودة في المكسرات تلعب دورًا في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
