تعد جذور الماكا (Maca root) من النباتات الهامة التي تنتمي لفصيلة (Lepidium Meyenii)، وتعتبر من أهم المكملات الغذائية الطبيعية التي تساهم في تعزيز الصحة العامة وزيادة مستويات الطاقة. تنمو هذه الجذور في المناطق العالية من جبال الأنديز في بيرو، وقد استخدمها السكان المحليون لقرون طويلة كغذاء ودواء. وبفضل احتوائها على مجموعة متنوعة من المغذيات، أصبحت الماكا محط اهتمام العديد من الباحثين والمختصين في مجال التغذية.
في هذا الجانب، يقول الدكتور خليل أبو شادي، أستاذ التغذية في جامعة الطب البديل، إن الماكا تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن، مما يجعلها مفيدة بشكل خاص لزيادة الطاقة وتحسين الأداء البدني. ويشير إلى أن تناول الماكا يمكن أن يساعد في تحسين القدرة على التحمل وتحسين الأداء الرياضي.
بدورها، توضح دراسة نشرت في مجلة "التغذية" أن تناول جذور الماكا يمكن أن يساهم في تعزيز النشاط البدني وتخفيف التعب. وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا الماكا يوميًا كانوا أكثر قدرة على التحمل مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا هذه الجذور. وهذا ما يشير إلى أن الماكا قد تكون وسيلة طبيعية فعالة لتحسين الأداء البدني.
الماكا ودورها في تحسين المزاج
إلى جانب فوائدها البدنية، يُعرف عن جذور الماكا دورها الإيجابي في تحسين المزاج وتقليل مستويات القلق والاكتئاب. وقد قال الدكتور سامر الحسيني، طبيب نفساني ومختص في العلاج الطبيعي، إن الماكا تحتوي على مركبات تساعد في تحسين مستويات السيروتونين، وهو هرمون يلعب دورًا هامًا في تنظيم المزاج. وأشار إلى أن تناول الماكا يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق.
وفي دراسة أجريت عام 2020، تبين أن الأشخاص الذين تناولوا الماكا بشكل منتظم شهدوا تحسنًا ملحوظًا في مستويات الطاقة والمزاج. هذه الدراسة تؤكد أن الماكا ليست مجرد مكمل غذائي، بل يمكن أن تلعب دورًا في تحسين الصحة النفسية.
تظهر الأبحاث أن الماكا قد تساعد أيضًا في تعزيز القدرة الجنسية وزيادة الرغبة الجنسية. حيث أشار الدكتور عماد الرفاعي، متخصص في الأمراض الجنسية، إلى أن الدراسات أظهرت أن الماكا يمكن أن تعزز الخصوبة وتحسن الأداء الجنسي لدى الرجال والنساء على حد سواء.
الماكا ودورها في دعم الطاقة البدنية
تعتبر جذور الماكا مصدرًا ممتازًا للطاقة والنشاط. يقول الدكتور أحمد العلي، خبير التغذية، إن الماكا تحتوي على مركبات فعالة تساعد في تعزيز مستويات الطاقة وتحسين الأداء البدني. ويضيف أن العديد من الرياضيين بدأوا يعتمدون على الماكا كمكمل غذائي لتحسين أدائهم.
وفي دراسة نشرت في مجلة "الأداء الرياضي"، أظهرت النتائج أن تناول الماكا قبل ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يزيد من القدرة على التحمل ويساعد في تقليل التعب. وبالتالي، فإن الماكا تعتبر خيارًا مثاليًا للرياضيين الذين يسعون إلى تحسين أدائهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب الماكا دورًا في تحسين التوازن الهرموني. حيث أظهر الدكتور علي أبو النصر، أخصائي الغدد الصماء، أن الماكا قد تساعد في تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم، مما يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على الصحة العامة والأداء.
استخدامات أخرى لجذور الماكا
تستخدم جذور الماكا أيضًا لدعم صحة العظام. يقول الدكتور محمود جابر، أخصائي التغذية العلاجية، إن الماكا تحتوي على معادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، وهي عناصر ضرورية لصحة العظام. وقد أظهرت الدراسات أن تناول الماكا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
وفي دراسة أجريت عام 2019، أظهرت النتائج أن تناول الماكا يمكن أن يحسن من كثافة العظام ويقلل من فقدان الكتلة العظمية. وهذا ما يجعل الماكا خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يسعون للحفاظ على صحة عظامهم.
كذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن الماكا قد تساهم في تحسين صحة القلب. حيث أظهر الدكتور حسين الصباغ، أخصائي القلب، أن تناول الماكا يمكن أن يخفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم ويعزز صحة القلب.
الأثر الإيجابي لجذور الماكا على الجهاز المناعي
تظهر الأبحاث أن الماكا يمكن أن تساعد في تعزيز الجهاز المناعي وتعزيز الصحة العامة. يقول الدكتور جاسم العطار، خبير التغذية، إن الماكا تحتوي على مضادات أكسدة قوية تساعد في مكافحة الالتهابات وتعزيز الجهاز المناعي.
وفي دراسة نشرت في مجلة "الجهاز المناعي"، أظهرت النتائج أن تناول الماكا بانتظام يمكن أن يزيد من نشاط الخلايا المناعية، مما يحسن من قدرة الجسم على مكافحة الأمراض. وهذا ما يجعل الماكا خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يبحثون عن تعزيز صحتهم المناعية.
إلى جانب ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الماكا قد تساعد في تحسين الهضم وصحة الأمعاء. حيث أظهرت دراسة أجريت في جامعة كولومبيا أن تناول الماكا يمكن أن يساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقليل مشاكل المعدة.
كيفية استخدام جذور الماكا
تعتبر جذور الماكا متاحة في أشكال متعددة، بما في ذلك المساحيق والكبسولات. يمكن إضافتها إلى العصائر والسموذي أو استخدامها في الطهي. يقول الدكتور ياسر المنصور، أخصائي التغذية، إن تناول الماكا بانتظام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة.
كما يشير إلى أنه من المهم البدء بكميات صغيرة وزيادة الجرعة تدريجيًا للحصول على أفضل النتائج. وأوضح أن الجرعة المثلى تتراوح بين 1-3 ملاعق صغيرة يوميًا.
يتفق معظم الخبراء على أن الماكا بشكل عام آمنة للاستخدام، ولكن من المهم استشارة الطبيب قبل البدء في تناولها، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة.
