ما هو تسارع نبضات القلب؟
يبلغ معدل نبضات القلب الطبيعي لدى الأشخاص البالغين ما بين 60 -100 نبضة في الدقيقة. بينما في حالات تسارع نبضات القلب يزيد معدل نبضات القلب عن 100 نبضة في الدقيقة، وذلك نتيجة العديد من الأسباب التي تتراوح ما بين أسباب بسيطة وطبيعية إلى أسباب صحية قد تحتاج للرعاية الطبية. وفقًا للدكتور أحمد العلي، أخصائي القلب في مستشفى الملك عبد الله، فإن تسارع نبضات القلب قد يكون نتيجة لممارسات يومية غير صحية أو حالات طبية أكثر خطورة.
أضاف الدكتور العلي أن تسارع نبضات القلب يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية أكبر، موضحًا أن الأعراض المرافقة مثل الدوخة أو ضيق التنفس تتطلب استشارة طبية فورية. ويشير إلى أن العوامل المؤثرة تشمل الإجهاد البدني والنفسي، بالإضافة إلى العوامل الغذائية مثل تناول الكافيين.
دراسة أجرتها جامعة هارفارد أظهرت أن تسارع نبضات القلب يؤثر على فئات عمرية مختلفة، حيث يزداد الخطر مع تقدم العمر. ومن المهم التعرف على الأعراض المرتبطة بهذه الحالة لضمان التدخل المبكر.
ما هي أنواع تسارع نبضات القلب؟
يوجد العديد من الأنواع الشائعة لتسارع نبضات القلب، وهي كالآتي: الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation) يعد أحد أكثر أنواع تسارع نبضات القلب شيوعًا، ويحدث نتيجة إطلاق إشارات كهربائية غير منتظمة في الأذينان وهما الغرفتين العلويتين للقلب. يمكن أن تكون هذه الحالة مؤقتة، ولكن بعض الحالات قد تحتاج إلى علاج حتى تزول.
وبدوره، يوضح الدكتور عاصم الطائي، استشاري القلب بمستشفى الملك فهد، أن الرفرفة الأذينية (Atrial flutter) تتشابه مع الرجفان الأذيني، ولكن عادة ما يكون نبض القلب في حالة الرفرفة الأذينية أكثر انتظامًا. وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من الرجفان الأذيني في بعض الأوقات الأخرى.
دراسة نشرتها مجلة القلب الأمريكية أكدت أن تسرُّع القلب البُطيني (Ventricular tachycardia) يؤثر على البطينين، حيث لا يستطيع البطينان ضخ ما يكفي من الدم إلى باقي الجسم. النوبات الناجمة عن هذا النوع قد تكون خطيرة، مما يتطلب العناية الطبية الفورية.
ما هي أسباب وعوامل خطر تسارع نبضات القلب؟
من الأسباب وعوامل الخطر التي قد تؤدي إلى تسارع نبضات القلب ما يأتي: التعرض لضغط عصبي، استهلاك كميات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول، التدخين بجميع أنواعه. ويشير الدكتور سامر الجندي، أخصائي القلب، إلى أن اعتلال عضلة القلب أو النوبة القلبية أو أمراض القلب الأخرى تشكل عوامل خطر مهمة.
أضاف الدكتور الجندي أن ارتفاع ضغط الدم والسمنة تعتبران أيضًا عوامل مؤثرة، موضحًا أن مشاكل الغدة الدرقية غير المُعالجة قد تؤدي أيضًا إلى تسارع نبضات القلب. وتؤكد الدراسات أن التاريخ العائلي له تأثير كبير على احتمالية الإصابة بهذه الحالة.
دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز أظهرت أن تناول أدوية معينة قد يزيد من خطر تسارع نبضات القلب، مما يستدعي مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.
ما هو علاج تسارع نبضات القلب؟
غالبًا ما يعتمد علاج تسارع نبضات القلب على النوع، ولكنه يشمل بشكل عام ما يأتي: محاولة تجنب التوتر، الحد من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين كالقهوة والشاي، وتجنب المشروبات الكحولية. ويشير الدكتور فهد العنزي، استشاري القلب، إلى أهمية الإقلاع عن التدخين والنوم لساعات كافية.
أضاف الدكتور العنزي أن بعض المرضى قد يحتاجون إلى أدوية لإبطاء نبضات القلب، بينما يجب علاج الحالات الطبية التي تؤدي إلى تسارع نبضات القلب مثل علاج أمراض الغدة الدرقية. وقد يحتاج البعض إلى زراعة جهاز مزيل الرجفان للمساعدة في التحكم في إيقاع نبضات القلب غير الطبيعية.
دراسة نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية للقلب أكدت أن الاستئصال الراديوي (Radiofrequency ablation) يعد إجراءً فعالًا في العديد من حالات تسارع نبضات القلب، حيث يتم فيه إتلاف أجزاء صغيرة من القلب التي تسبب مشاكل في الإشارة الكهربائية.
