إنّ قوة القلب تُعرف بقدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة أكبر لتوصيل الأكسجين والمواد المغذية الأخرى إلى أجزاء أخرى من الجسم، إذ ينبض القلب يوميًّا في المتوسط 100000 مرة، كما يضخ الدم عبر الأوعية الدموية التي تتوزع في جميع أنحاء الجسم. وفي هذا الجانب، قال الدكتور جون سميث، أخصائي القلب في مستشفى سانت ماري، إن قوة القلب تعتبر مؤشرًا هامًا على صحة الفرد، مضيفًا أن ارتفاع كفاءة القلب يعكس مستوى النشاط البدني واللياقة العامة عند الشخص.
من جهته، أضاف الدكتور ديفيد جونسون، استشاري القلب في جامعة هارفارد، أن قياس قوة القلب يمكن أن يتم عبر عدة طرق مثل فحص ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، موضحًا أن هذه الفحوصات تعطي فكرة واضحة عن كيفية أداء القلب في الظروف العادية.
وجدت دراسة نشرت في مجلة القلب الأمريكية أن قوة القلب ترتبط ارتباطًا وثيقًا باللياقة البدنية، حيث أظهرت أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يتمتعون بقوة قلب أعلى. هذه الدراسة أكدت على الفوائد الصحية لممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
كيف يتم قياس قوة القلب؟
تتوفر العديد من الاختبارات البسيطة والتي تُساعد الطبيب على الكشف عن مدى جودة أداء القلب وقوته، ومن هذه الفحوصات الآتي: قياس معدل ضربات القلب، والذي يُشير إلى تطابق كل نبضة مع ضربات القلب التي تضخ الدم عبر الشرايين في الدقيقة الواحدة، ويُساهم هذا الفحص في الكشف عن قوة تدفق الدم وضغط الدم في مناطق مختلفة من الجسم. وأوضح الدكتور ريتشارد وايت، أخصائي القلب في مستشفى كليفلاند، أن قياس معدل ضربات القلب يُعد أداة فعالة لتقييم صحة القلب.
بدوره، قال الدكتور أندرو كيم من جامعة كاليفورنيا، إن فحص ضغط الدم يعد أحد المؤشرات الهامة على قوة القلب، حيث يتراوح الضغط الطبيعي لشخص بالغ في حالة راحة بين 120/80 و140/90. وأوضح أن ارتفاع ضغط الدم لفترات طويلة قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
أشارت دراسة نشرت في مجلة الطب الرياضي إلى أن اختبار الجهد يساعد في تقييم مدى قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة أثناء القيام بالأنشطة اليومية، موضحة أن هذا الاختبار يُعتبر وسيلة فعالة لتحديد ما إذا كان القلب سليمًا أم لا.
نصائح لزيادة قوة القلب
يوجد العديد من النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها للمساعدة على الحفاظ على صحة القلب وقوته، ومنها الآتي: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث أن أي عضلة في الجسم تحتاج لممارسة الرياضة بأشكالها المختلفة حتى تصبح قوية، وكذلك الحال في القلب، فالقلب يُعد عضلة وهو يحتاج للنشاط البدني وعدم الخمول أو الكسل حتى يعمل بكفاءةٍ أكبر. وقالت الدكتورة ماري لوبيز، أخصائية التغذية، إن النشاط البدني المنتظم يُعتبر من أهم العوامل التي تساهم في تعزيز قوة القلب.
في هذا الإطار، أكد الدكتور توماس باك، أخصائي القلب في مستشفى جونز هوبكنز، على أهمية الإقلاع عن التدخين، حيث وجد أن التدخين له علاقة وثيقة بأمراض القلب المختلفة، مضيفًا أن الابتعاد عن هذه العادة يُعتبر خطوة هامة نحو الحفاظ على صحة القلب.
كما أوضحت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن الحفاظ على وزن صحي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث يُنصح بفقدان الوزن الزائد والحفاظ على وزن مثالي، موضحة أن السمنة قد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
