إن السكتة القلبية تعد من الحالات الصحية الحرجة التي تؤدي إلى وفاة العديد من الأشخاص سنويا. تشير إحصائيات حديثة إلى أن نسبة الوفيات بسبب السكتة القلبية تصل إلى 12.4% من إجمالي الوفيات. يتطلب الأمر فهم أسباب حدوث هذه الحالة وكيفية التعامل معها بفعالية. من جهته، يوضح الدكتور جون سميث، استشاري القلب في مستشفى سانت ماري، أن السكتة القلبية تحدث بسبب توقف القلب عن ضخ الدم بشكل مفاجئ. يضيف أن هذا التوقف ينتج غالبا عن اضطراب في نظم القلب أو زيادة النشاط الكهربائي المفاجئ.
كذلك، أوضح الدكتور ليزا كوبر، أخصائية القلب في جامعة هارفارد، أن هناك عوامل عدة تؤدي إلى السكتة القلبية، منها الأمراض القلبية المزمنة، والرجفان البطيني. تشير دراسات إلى أن السكتة القلبية تحدث غالبا دون إنذار مسبق، مما يجعل التوعية بأعراضها أمرًا بالغ الأهمية. وفي هذا الجانب، يمكن أن تكون الإسعافات الأولية السريعة منقذة للحياة.
يتمثل الفرق بين السكتة القلبية والنوبة القلبية في أن السكتة تمثل توقفًا كاملاً في وظيفة القلب، بينما النوبة القلبية تشير إلى نقص في تدفق الدم إلى القلب. يعد فهم هذا الاختلاف أمرًا حيويًا لتقديم الرعاية اللازمة في الوقت المناسب. كما أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة القلبية.
أسباب حدوث السكتة القلبية
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث السكتة القلبية، منها الرجفان البطيني، وهو اضطراب في نظم القلب. يؤكد الدكتور سميث أن الرجفان البطيني يعد من أبرز أسباب السكتة القلبية المفاجئة. وفي هذا الإطار، تشير دراسة نشرت في مجلة القلب إلى أن الرجفان البطيني يحدث عندما تتوقف الحجرتان السفليتان في القلب عن العمل بشكل صحيح.
علاوة على ذلك، يعاني العديد من الأشخاص من مشاكل في النظام الكهربائي للقلب، مما يؤدي إلى ضعف في وظائف القلب. بدوره، يضيف الدكتور كوبر أن هذه المشاكل قد تشمل بطء في الإشارات الكهربائية، مما يؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة.
من جهة أخرى، يعتبر مرض القلب التاجي من الأسباب الرئيسية للإصابة بالسكتة القلبية. توضح الدراسات أن تراكم الدهون في الشرايين يعوق تدفق الدم إلى القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة القلبية. لذلك، يجب على الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
الأشخاص المعرّضون للإصابة بالسكتة القلبية
تزيد بعض العوامل من احتمال الإصابة بالسكتة القلبية، مثل التقدم في العمر. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الأكبر سنًا هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة القلبية. كذلك، يعاني الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض القلب من مخاطر أعلى.
علاوة على ذلك، تعتبر العوامل الوراثية من الأسباب المهمة. يؤكد الدكتور سميث أن بعض الأسر تكون معرضة أكثر للإصابة بالسكتة القلبية بسبب الاضطرابات الوراثية. كما يلعب نمط الحياة دورًا كبيرًا، حيث أن تعاطي المخدرات أو الكحول يزيد من خطر الإصابة.
كذلك، الأشخاص الذين يعانون من الضغوط النفسية أو الإجهاد البدني هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة القلبية. توضح الدراسات أن التعب الشديد قد يسبب قصورًا في وظائف القلب، مما يزيد من احتمالية حدوث السكتة القلبية.
أعراض حدوث السكتة القلبية
تظهر أعراض السكتة القلبية بشكل مفاجئ، وغالبًا ما تشمل فقدان الوعي. يقول الدكتور كوبر إن الإغماء يعد علامة مبكرة على حدوث السكتة القلبية، حيث يتوقف القلب عن النبض. كذلك، قد يشعر المصاب بألم في الصدر وصعوبة في التنفس.
وفي حالات أخرى، يمكن أن تترافق الأعراض مع زيادة في معدل ضربات القلب. يشير الدكتور سميث إلى أن الدوخة والإغماء قد تكون أيضًا علامات تحذيرية. لذلك، يجب على الأفراد الذين يعانون من هذه الأعراض التوجه إلى المستشفى بشكل عاجل.
تعتبر السكتة القلبية حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا سريعًا. وكما أوضح الدكتور كوبر، فإن الإسعافات الأولية قد تنقذ حياة المصاب. لذا، من المهم معرفة كيفية تقديم الإسعافات اللازمة في حال حدوثها.











