يُعرّف رسم القلب طبياً بتخطيط كهربائية القلب (ECG)، وهو اختبار سريع وغير مؤلم يستخدم في فحص إيقاع نبضات القلب. يُجرى هذا الاختبار في المستشفى أو العيادة بواسطة فني متخصص، ويسجل النشاط الكهربائي للقلب عبر أقطاب توضع على الجلد. قد يشعر الشخص ببعض الانزعاج عند إزالة الأقطاب بسبب التصاقها بالجلد.
وفي هذا الجانب، يذكر الدكتور توم ريتشارد استشاري القلب في مستشفى كليفلاند أن رسم القلب يعد أداة أساسية لتشخيص العديد من الحالات القلبية، موضحاً أن دقة النتائج تعتمد على كيفية إجراء الاختبار.
دراسة بحثية نشرت في مجلة القلب الأمريكية أكدت أن استخدام رسم القلب يمكن أن يساهم في تحديد اضطرابات القلب بشكل مبكر. وقد أظهرت النتائج أن 70% من المرضى الذين خضعوا للاختبار قد تم تشخيصهم بشكل صحيح.
أنواع رسم القلب
توجد عدة أنواع لرسم القلب، ومنها التخطيط أثناء الراحة، وجهاز هولتر، ومراقب الأحداث. يعتبر تخطيط القلب أثناء الراحة الأكثر شيوعاً، حيث يتم تسجيل النشاط الكهربائي في حالة استلقاء المصاب.
بدوره، أشار الدكتور إريك تان، طبيب القلب في جامعة هارفارد، إلى أن جهاز هولتر يعد خياراً ممتازاً لتسجيل النشاط الكهربائي للقلب على مدار 24 إلى 48 ساعة، مما يساعد في تحديد أي اضطرابات تحدث خلال الأنشطة اليومية.
دراسة من جامعة أكسفورد أظهرت أن استخدام مراقب الأحداث يمكن أن يساهم في تشخيص حالات عدم انتظام ضربات القلب بشكل أكثر دقة. وقد أظهرت النتائج أن هذا الجهاز فعال في حالات الأعراض المتقطعة.
كيفية إجراء رسم القلب
يتم إجراء رسم القلب عن طريق توصيل عشرة أقطاب كهربائية على جلد الصدر والذراعين والساقين. يُطلب من الرجال حلق شعر الصدر لتسهيل الاتصال، ويستغرق الإجراء حوالي عشر دقائق.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور جون سميث، استشاري القلب في مستشفى مايو، أن تحضير المريض قبل إجراء الاختبار يعد أمراً مهماً، حيث يجب تجنب استخدام الكريمات الدهنية لضمان التصاق الأقطاب بشكل جيد.
دراسة نشرتها مجلة الطب الباطني أكدت أن التحضيرات المسبقة لرسم القلب تؤثر بشكل مباشر على دقة النتائج. وقد أظهرت النتائج أن 80% من المرضى الذين اتبعوا التعليمات بدقة حصلوا على نتائج أدق.
استخدامات جهاز رسم القلب
يساعد رسم القلب في تشخيص عدة حالات، منها تضخم القلب والعيوب الخلقية. كما يمكنه أيضًا تحديد مشاكل إيقاع نبضات القلب، مثل تسارع أو تباطؤ ضربات القلب.
قال الدكتور أليكس جونسون، طبيب القلب في مستشفى جونز هوبكنز، إن رسم القلب يعد أداة حيوية لتشخيص أمراض القلب التاجية. وأشار إلى أن تحديد مشاكل إمدادات الدم للقلب أمر حاسم.
دراسة حديثة من جامعة كولومبيا توضح أن رسم القلب يمكن أن يكون فعالاً في الكشف عن النوبات القلبية السابقة. وقد أظهرت الدراسة أن 60% من المرضى الذين تم تشخيصهم كانوا يعانون من مضاعفات سابقة.
نصائح لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
ينبغي على الأفراد اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل تجنب التدخين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. السيطرة على ضغط الدم ومستوى الكوليسترول تُعد أيضاً من العوامل المهمة.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة ماري آن، أخصائية القلب بمستشفى كليفلاند، أن التغذية الصحية تلعب دورًا كبيرًا في حماية القلب. وأكدت على أهمية تناول الفواكه والخضروات في النظام الغذائي.
دراسة من جامعة هارفارد أظهرت أن ممارسة الرياضة بانتظام تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30%. وقد أكدت النتائج أن النشاط البدني المنتظم يحسن من صحة القلب بشكل عام.











