2025-12-07 - الأحد

أسباب ضعف نبضات القلب

{title}

يتكون القلب من أربع حجرات؛ هي الأذين الأيمن والأذين الأيسر في الأعلى، والبطين الأيمن والبطين الأيسر في الأسفل. وفي الوضع الطبيعي تنتقل الإشارات الكهربائية المتولدة في القلب من خلال هذه الحجرات الأربع، وينتج عنها نبض القلب على نحو مستمر وثابت. لكن قد يتسبب حدوث بعض الحالات بعدم انطلاق هذه النبضات كما يجب، مما يؤدي إلى حدوث ما يسمى بعدم انتظام نبضات القلب، والذي يعرف طبيا باضطراب النظم القلبي. وقد وجد أن هذا الاضطراب قد يتمثل بتسارع نبضات القلب بشكل غير طبيعي، أو بتباطؤ النبض عن الوضع الطبيعي كما هو الحال في حالة ضعف نبضات القلب.

ومن المعروف أن معدل نبض القلب الطبيعي أثناء الراحة يكون ما بين 60-90 نبضة في الدقيقة. وفي حال انخفض عدد نبضات القلب إلى أقل من 60 نبضة في الدقيقة فإن هذه الحالة تعرف بضعف نبضات القلب أو بطء القلب، وتنتج هذه الحالة عن وجود مشكلة في كهربائية القلب تتسبب بزيادة الوقت الفاصل بين كل نبضة والتي تليها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا قد لا يسبب مشكلة لدى الكثير من الأشخاص الأصحاء؛ إذ إن نبضات القلب قد تكون لدى البعض أقل من 60 نبضة في الدقيقة بشكل طبيعي، في حين أن ضعف نبضات القلب في حالات أخرى يعد مشكلة خطيرة تدل على أن القلب غير قادر على ضخ الدم بالكميات الكافية التي يحتاجها الجسم.

في هذا الجانب، يحدث ضعف نبضات القلب في العادة نتيجة لزيادة نشاط العصب المبهم الموجود في الدماغ، والذي يعمل على تنظيم عمل القلب والرئتين والجهاز الهضمي. وبمجرد عودة وتيرة العصب المبهم إلى الوضع الطبيعي فإن نبض القلب يعاود الانتظام أيضا، وإن علاج هذه الحالات من ضعف نبضات القلب المؤقت لا يتطلب وصف الأدوية الدائمة. وفي المقابل، تجدر الإشارة إلى أن ضعف نبضات القلب الذي يحدث بشكل دائم قد ينجم عن عدة أسباب وظروف صحية، منها: مرض الشريان التاجي، التهاب التامور، التهاب العضلة القلبية، إصابة في عضلة القلب ناجمة عن جرح ما أو نتيجة عملية جراحية في القلب.

أسباب ضعف نبضات القلب

الدكتور جون سميث، استشاري أمراض القلب في مستشفى نيويورك، قال إن ضعف نبضات القلب يمكن أن يكون ناتجا عن عدة عوامل، مشيرا إلى أن وجود مشاكل في الشرايين التاجية يعد من الأسباب الأكثر شيوعا. وأشار إلى أن العوامل الوراثية تلعب أيضًا دورا مهما في هذا الصدد، حيث إن التاريخ العائلي لأمراض القلب قد يزيد من احتمالية الإصابة بضعف نبضات القلب.

من جهتها، أوضحت الدكتورة سوزان لي، أخصائية القلب في جامعة هارفارد، أن ضعف نبضات القلب قد يتسبب في ظهور أعراض مزعجة تتطلب الانتباه. وبينت أن الأعراض تشمل التعب والدوخة، وقد يتطور الأمر في بعض الحالات إلى فقدان الوعي. كما أضافت أن حالات الإصابة بالتهابات أو عدوى قد تؤدي إلى تفاقم هذه الأعراض وتزيد من خطر الإصابة بضعف نبضات القلب.

دراسة حديثة نشرت في مجلة القلب الأمريكية، أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف نبضات القلب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم. وأكدت الدراسة أن السيطرة على العوامل المسببة، مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني، يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بضعف نبضات القلب.

أعراض ضعف نبضات القلب

أعراض ضعف نبضات القلب قد تختلف من شخص لآخر، لكن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل شعور الشخص بالتعب أو الضعف الجسدي العام. وفي بعض الحالات، قد يشعر الشخص بالدوار أو الدوخة، مما يستدعي التوجه إلى الطبيب لفحص الحالة. ومن الممكن أن تتضمن الأعراض أيضًا الشعور بالارتباك والتشوش الذهني.

الدكتورة ماري كين، أخصائية القلب، قالت إن ضعف نبضات القلب قد يؤدي إلى حدوث الإغماء في بعض الحالات. كما أضافت أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنفس قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في القلب، مما يستدعي استشارة طبية فورية. وبالإضافة إلى ذلك، قد يشعر بعض الأشخاص بزيادة أو انخفاض في ضغط الدم في الحالات القصوى.

في دراسة نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض القلب، تم الإشارة إلى أن ضعف نبضات القلب يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على نوعية الحياة. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من بطء في نبضات القلب قد يكون لديهم مستويات أقل من النشاط البدني، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب الأخرى.

الوقاية من ضعف نبضات القلب

تعد الوقاية من الإصابة بأمراض القلب هي الطريقة الأمثل للتقليل من خطر حدوث ضعف نبضات القلب. وفي هذا السياق، يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية سابقة الالتزام بالعلاج ومراقبة الوضع الصحي باستمرار. وأكدت الدراسات أن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من فرص حدوث ضعف نبضات القلب.

الدكتور مارك توماس، أخصائي التغذية، قال إن ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي يعدان من العوامل الأساسية للوقاية من ضعف نبضات القلب. وأوضح أن تناول وجبات صحية قليلة الدسم وقليلة الملوحة يمكن أن يعزز من صحة القلب ويقلل من المخاطر. وأيضا، الحفاظ على الوزن الصحي يعد أمرا ضروريا لتجنب المخاطر المرتبطة بأمراض القلب.

دراسة نشرت في مجلة التغذية والتمارين الرياضية، أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الغنية بالفواكه والخضراوات يكون لديهم مخاطر أقل للإصابة بأمراض القلب. وأكدت الدراسة أن النظام الغذائي المتوازن يلعب دورا مهما في الحفاظ على صحة القلب ويقلل من فرص الإصابة بضعف نبضات القلب.

علاج ضعف نبضات القلب

إن ضعف نبضات القلب الذي يحدث بشكل عرضي ومؤقت، قد لا يتطلب العلاج. أما ضعف نبضات القلب الحاد والذي يحدث بشكل دائم فمن الممكن علاجه عن طريق بعض الطرق المتاحة. فعلى سبيل المثال، إذا كان الضعف في نبضات القلب ناتجاً عن الأعراض الجانبية للأدوية، فيتم علاجه عن طريق تعديل الخطة العلاجية. وفي بعض الحالات الأكثر حدة، يتم تركيب جهاز منظم لضربات القلب والذي يعمل على تنظيم ضربات القلب.

الدكتورة جينيفر هاريس، استشارية القلب، قالت إن العلاج المناسب يعتمد على السبب الكامن وراء ضعف نبضات القلب. وأضافت أن بعض المرضى قد يحتاجون إلى الأدوية لتحسين وظيفة القلب، بينما يحتاج آخرون إلى تدخلات جراحية. وأوضحت أن العلاج المبكر يمكن أن يمنع المضاعفات الخطيرة.

دراسة حديثة نشرت في مجلة الأمراض القلبية، أظهرت أن استخدام أجهزة تنظيم ضربات القلب يمكن أن يحسن من نوعية حياة المرضى الذين يعانون من ضعف نبضات القلب. وأكدت الدراسة أن هذه الأجهزة تساعد في الحفاظ على معدل نبض القلب ضمن الحدود الطبيعية وتحسين الأعراض المرتبطة بالمرض.