تحولت جلسة للجنة العمل في الكنيست الإسرائيلي، المخصصة لمناقشة ظاهرة الانتحار بين صفوف الجيش، إلى حالة من الفوضى والصخب، وسط اتهامات متبادلة للحكومة بالتقصير في علاج الجنود الذين يعانون من الصدمات النفسية نتيجة الحرب المستمرة على قطاع غزة.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أقدم بعض الجنود خلال الاجتماع على رمي أكياس مليئة بالأدوية، احتجاجًا على ما وصفوه بالتقصير الرسمي، فيما حذر آخرون من استمرار ارتفاع معدلات الانتحار بين القوات الإسرائيلية منذ بداية الحرب.
وأظهرت بيانات رسمية صادمة أن عدد المنتحرين منذ مطلع 2024 وصل إلى 37 جنديًا، بينهم 16 حالة خلال العام الجاري فقط. وفي سبتمبر/أيلول، أعلن الجيش عن انتحار مقاتل من لواء غولاني شارك في القتال بغزة، ليصل العدد الإجمالي منذ بداية العام إلى 18 حالة، وسط استمرار العدوان البري في مدينة غزة.
رغم جهود الجيش الإسرائيلي لتوسيع وحدات علاج الصدمات النفسية وفتح خطوط دعم على مدار الساعة، تشير التقارير إلى أن الصدمات النفسية المستمرة والضغط النفسي الناتج عن الحرب التي استمرت منذ العام 2023 أدت إلى ارتفاع معدلات الانتحار بين الجنود، خصوصًا قوات الاحتياط، ودفع بعضهم إلى ترك الخدمة القتالية.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرًا مفصلاً يشير إلى أن أكثر من 10 آلاف جندي يتلقون علاجًا لأزمات نفسية واضطراب ما بعد الصدمة، بينما تم الاعتراف رسميًا فقط بـ3769 جنديًا كمتلقين للعلاج المتخصص.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في اجتياحه البري لمدينة غزة، مع عمليات قصف وبرية واسعة، ما يزيد من الضغط النفسي على الجنود ويفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.