2025-10-12 - الأحد

خبير أمريكي: صعود قوى الجنوب وتراجع الغرب يمهّدان لنظام عالمي متعدد الأقطاب

{title}

أكد خبير العلاقات الدولية الأمريكي، البروفيسور أميتاف أشاريا، أن التراجع النسبي للهيمنة الغربية، وصعود قوى الجنوب العالمي، يمهدان لظهور نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، يحافظ على بعض مميزات النظام القديم، مع إعادة توزيع الأدوار في السياسة والاقتصاد والأمن الدولي.

وفي تحليل نشره موقع المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني "تشاتام هاوس"، أوضح أشاريا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم يخلق أزمة النظام العالمي، بل سرّع عملية تقويض نظام كان يتآكل بالفعل، موضحاً أن انسحاب الولايات المتحدة أو تغيّر دورها الدولي لن يؤدي إلى انهيار شامل، بل سيؤدي إلى نظام أكثر تعددية وتوزيعاً للسلطات بين القوى الإقليمية والدولية الكبرى.

وأشار أشاريا إلى أن النظام العالمي الجديد سيتميز بثلاث سمات رئيسية:

غياب الهيمنة المطلقة: لن تسيطر دولة واحدة على العالم، بل ستبرز الولايات المتحدة قوة عسكرية ومالية، بينما ستتقدم الصين اقتصادياً وتجارتياً، وسيظل الاتحاد الأوروبي لاعباً محورياً في تنظيم التجارة وحماية البيئة، مع تعزيز دور القوى الإقليمية مثل إندونيسيا وجنوب أفريقيا وتركيا.

التحالفات المرنة: ستعتمد الدول سياسات مرنة للتحوط بين القوى الكبرى، بما يسمح بتنوع الشركاء في المجالات التجارية والأمنية والسياسية.

توزيع الأدوار: لن تحتكر أي دولة القيادة في جميع الملفات الدولية، بل سيشارك الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والصين، ودول الجنوب العالمي كل في مجاله، لتوسيع نطاق التأثير والمشاركة الدولية.

وأوضح أشاريا أن دول الجنوب العالمي، بما في ذلك الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل والمملكة العربية السعودية، لعبت دوراً محورياً في تطوير مؤسسات ومعايير النظام العالمي، كما كانت الأكثر صراحة في إدانة الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، ما يعكس دورها المتنامي في صياغة القرارات الدولية.

وأشار الخبير إلى أن صعود الجنوب العالمي لن يلغي العولمة، بل سيؤدي إلى نسخة جديدة منها، بقيادة آسيا والدول النامية، مع ظهور أشكال جديدة للحوكمة العالمية أكثر توازناً بين القوى التقليدية والناشئة.

وخلص أشاريا إلى أن النظام العالمي الجديد لن يكون انهياراً للنظام القديم، بل مرحلة انتقالية تصحح بعض العيوب، وتحافظ على الإيجابيات، مع التأكيد على أن "تراجع الغرب لا يعني تفكك النظام الدولي، بل يعني صعود الآخرين وتحقيق توازن أكبر بين القوى العالمية".