حذر المحلل التركي محمد راكيب أوغلو من تراجع الثقة تدريجياً في دول الخليج بالضمانات الأمريكية للأمن الإقليمي، متهمًا واشنطن باتباع معايير مزدوجة تخدم مصالح إسرائيل على حساب أمن المنطقة.
وقال أوغلو، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة أرتوكلو بماردين، إن وجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في قطر، وهي قاعدة العديد، لم يمنع تعرض الدوحة لضربة إسرائيلية، ما أثار تساؤلات حول مدى التزامات واشنطن الأمنية تجاه حلفائها في الخليج.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اكتفى بتصريحات حذرة تؤكد دعم الولايات المتحدة لقطر، دون اتخاذ خطوات عملية ملموسة، بينما أرسل وزير خارجيته ماركو روبيو إلى إسرائيل، وهو ما عزز شعور الانعدام التدريجي للثقة بالدعم الأمريكي بين الدول العربية.
وأشار أوغلو إلى أن حالة الاستياء الحالية تتشابه مع ما حدث في 2019 عقب هجمات الحوثيين على منشآت نفطية سعودية، مؤكداً أن دول الخليج تبحث الآن عن آليات دفاع جماعية خاصة بها في ظل تآكل واضح لمظلة الأمن الأمريكية التقليدية.
وشدد المحلل التركي على أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة للدوحة شكّلت نقطة حرجة دفعت الدول العربية إلى تعزيز جاهزيتها الدفاعية، بينما أظهر بيان القمة العربية في الدوحة تصميم الدول على مواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل، مشيراً إلى أن تصريحات أمير قطر حول "الحق في الرد" تفتح الباب أمام الخيار العسكري إذا اقتضت الضرورة.
وذكرت وزارة الداخلية القطرية أن إسرائيل شنت الأسبوع الماضي عدة ضربات على مبنى في حي سكني بالدوحة يضم وفداً تفاوضياً من قيادة حركة حماس لمناقشة آخر المقترحات الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل موظف في قوات الأمن الداخلي وجرح عدد من عناصر الأمن والمدنيين.
وتابع أوغلو أن هذه التطورات قد تعيد رسم خارطة التحالفات الأمنية في المنطقة، مع تعزيز مساعي الدول الخليجية لبناء قدراتها الدفاعية الذاتية، وهو ما قد يشكل بداية لتقليص الاعتماد على الدعم الأمريكي المباشر في مواجهة التهديدات الإقليمية.