2025-10-12 - الأحد

تبرع خادم الحرمين بمليون دولار لدعم منظمة الطيران المدني الدولي

{title}

تبرع خادم الحرمين بمليون دولار لدعم منظمة الطيران المدني الدولي

أكد وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح بن ناصر الجاسر، أن المملكة تلعب دورًا رياديًا في تطوير الاستراتيجيات ورسم ملامح قطاع الطيران العالمي. تأتي هذه الجهود من خلال مساهمتها الفعالة في أعمال مجلس المنظمة ومفوضية الملاحة الجوية، بالإضافة إلى ترؤسها للعديد من اللجان وفرق العمل الدولية والإقليمية.

كما أعلن الوزير عن تبرع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بمبلغ مليون دولار أمريكي دعمًا لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكو). يهدف هذا التبرع إلى دعم الهدف الاستراتيجي لبرنامج "عدم ترك أي دولة خلف الركب" للدورة الحالية (2025-2028)، الذي يسعى لمساعدة الدول النامية في تطبيق القواعد القياسية والأساليب الموصى بها الخاصة بسلامة وأمن الطيران المدني.

خلال ترؤسه الوفد رفيع المستوى في افتتاح أعمال الجمعية العمومية الـ42 لمنظمة "الإيكو"، التي تعقد في مونتريال بكندا، أشار الجاسر إلى أن المملكة تمثل اليوم قوة مؤثرة في حركة الطيران المدني على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما تتمتع بتنافسية عالية في البنية التحتية والتكنولوجية المرتبطة بهذا القطاع الحيوي، بالإضافة إلى تصنيفها ضمن المراتب الأولى عالميًا في معايير سلامة وأمن الطيران، وذلك بفضل رؤية القيادة الرشيدة التي أسهمت في بناء قطاع طيران قوي وقادر على المنافسة.

وأضاف الجاسر أن المملكة ترتبط بعلاقات تعاون وطيدة مع منظمة الطيران المدني "الإيكو"، وقد ساهمت بفاعلية في تطوير السياسات والممارسات التي تسهم في جعل الطيران أكثر أمانًا وانتظامًا على الصعيد الدولي. كما تحرص المملكة على دعم جميع جهود المنظمة الرامية إلى تعزيز كفاءة وسلامة وأمن بيئة الطيران الدولي. وقد شهدت السنوات الماضية تواجدًا قويًا للخبرات والكفاءات السعودية ضمن فرق العمل الفنية واللجان التابعة للمنظمة، وكانت جزءًا من صناعة القرار وتطوير الحلول الخاصة بالتعامل مع مختلف التحديات التي تواجه صناعة الطيران.

وأشار المهندس الجاسر إلى أن المملكة استضافت العديد من المؤتمرات الدولية، بما في ذلك النسخة الأكبر من مؤتمر مفاوضات خدمات النقل الجوي (ICAN23)، بمشاركة 700 مسؤول من 97 دولة وتوقيع أكثر من 500 اتفاقية. كما ستستضيف القمة العالمية لتسهيلات النقل الجوي 2024، مما يسهم في توحيد الجهود وجمع الشركاء لتعزيز التعاون والتكامل المستدام.

في إطار رؤية السعودية 2030، أطلقت المملكة برنامج الطيران المنبثق عن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، وهو أحد أكثر البرامج طموحًا على مستوى العالم. يهدف البرنامج إلى نقل أكثر من 330 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2030، وربط المملكة بـ 250 وجهة دولية، واستقطاب استثمارات تفوق 100 مليار دولار، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية، بما في ذلك مطار الملك سلمان الدولي بسعة 120 مليون مسافر ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومطار أبها الدولي ومطارات سياحية مستدامة مثل مطار البحر الأحمر.

على صعيد الطيران المحلي، يُعتبر قطاع الطيران محركًا رئيسيًا للنمو، ومؤثرًا في الناتج المحلي الإجمالي بما يزيد على 53 مليار دولار، إلى جانب توفير نحو مليون فرصة عمل. هناك خطط لتأهيل أكثر من 50 ألف مهني في القطاع بحلول عام 2030، تشمل الطيارين والمراقبين الجويين والمفتشين والمهندسين. هذه الرؤية المتكاملة لا تخدم مصالح المملكة فحسب، بل تتجاوز حدود الوطن وتساهم في دفع عجلة التكامل والربط الجوي العالمي، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لمنظمة "الإيكو".

أوضح الجاسر أن المملكة تؤمن بمبدأ التعاون والشراكة الفاعلة بين جميع الدول، خاصة الدول النامية، لتحقيق قطاع طيران عالمي مزدهر في منظومة الطيران المدني الدولي. من هذا المنطلق، ساهمت المملكة بمليون دولار في كل دورة ثلاثية للمنظمة لدعم هدف منظمة الإيكو الاستراتيجي "عدم ترك أي دولة خلف الركب"، وذلك في الأعوام 2016 و2019 و2022.

في مجال بناء القدرات البشرية، تم تدريب أكثر من 1423 متخصصًا في أمن الطيران من 11 دولة، بالإضافة إلى 254 متخصصًا من 16 دولة عبر الأكاديمية السعودية للطيران المدني في دورة الجمعية الحالية. كما تم اعتماد برامج معتمدة من "الإيكو" مثل TRAINAIR PLUS، بالإضافة إلى إعارة المملكة 6 من خبرائها لمنظمة الطيران المدني ليكونوا جزءًا من صناعة السياسات العالمية في قطاع الطيران المدني.

تحقيقًا للهدف العالمي الطموح طويل الأجل للوصول لصافي انبعاثات صفري في عام 2050، أكد الجاسر التزام المملكة بالاستثمار في تطوير بنية تحتية منخفضة الكربون، وتحديث أساطيل شركاتها الوطنية، وتحسين العمليات التشغيلية في مطاراتها وأجوائها، وتسريع التحول نحو أنواع وقود الطيران منخفض الكربون (LCAF) ووقود الطيران المستدام (SAF) ومصادر الطاقة الأنظف. كما كانت المملكة من أوائل الدول المنضمة لمخطط التعويض عن الكربون وخفضه للطيران المدني الدولي (كروسيا)، منذ اعتماده في أواخر عام 2016.

أطلقت الهيئة العامة للطيران المدني برنامج الاستدامة البيئية للطيران السعودي، الذي يُعد مرجعًا محليًا وإقليميًا، ويدعم المبادئ البيئية لمبادرة السعودية الخضراء. في هذا السياق، يُعتبر مطار البحر الأحمر الدولي نموذجًا عالميًا في الاستدامة، كأول مطار يعمل بشكل كامل بالطاقة المتجددة ويُزود وقود الطيران المستدام لجميع شركات الطيران. كما شهد عام 2024 تجربة التاكسي الجوي ذاتي القيادة لدعم حركة حجاج بيت الله الحرام، مما يعكس التزام المملكة بتسخير جميع الإمكانات والابتكار لخدمة الإنسان والبيئة.