مع الزيادة الكبيرة في الطلب على محصول الثوم الحساوي، الذي يتميز بجودته العالية، حيث يتجاوز سعر الكيلوجرام 40 ريالًا في الأسواق المحلية، لوحظ أن بعض المحتالين بدأوا في توريد ثوم أجنبي إلى الأسواق المحلية في واحة الأحساء الزراعية، وقاموا بعرضه وتسويقه كأنه ثوم حساوي، وذلك للاستفادة من الفارق السعري الكبير الذي يصل إلى أكثر من 4 أضعاف.
معلومات المحصول
في ظل هذه الممارسات، انطلقت دعوات ملحة لإلزام الباعة في الأسواق ونقاط البيع المختلفة بوضع لافتات توضح معلومات أساسية حول مصدر المحصول وجودته. هذه اللافتات يجب أن تكون واضحة أمام الجميع، مما قد يساهم في الحد من عرض وتسويق محاصيل مشابهة بأسعار غير حقيقية. هذا الإجراء قد يكون خطوة مهمة في تعزيز الرقابة والمتابعة في الأسواق، واكتشاف حالات الغش، وحماية المستهلكين. الأمر لا يقتصر فقط على محصول الثوم، بل يشمل العديد من المحاصيل الزراعية الأخرى التي تتشابه في المظهر.
حجم البرتقالة
انتقد عبدالرحمن المريحل، الخبير الزراعي، تصرفات بعض الباعة والمزارعين الذين يبيعون الثوم الصيني أو المصري على أنه حساوي، واصفًا ذلك بالغش والخداع. ورغم التشابه الكبير بين هذه المحاصيل في اللون والشكل، إلا أن هناك فارقًا واضحًا في الحجم؛ فحبة الثوم الحساوي متوسطة الحجم، بينما حبات الثوم الأجنبي قد تتجاوز حجم حبة البرتقال. لذلك، يقع الخداع بين الأصناف المختلفة، حيث يصعب على بعض الزبائن التمييز بين الأنواع.
فقدان الثقة
أشار المهندس محمد السماعيل، الخبير في الاقتصاديات الزراعية، إلى أن هذه الممارسات تدخل ضمن الغش التجاري، حيث يتم تقديم معلومات غير صحيحة حول المحصول، مما يؤدي إلى خسائر مالية للزبائن بسبب ارتفاع الأسعار غير المبرر. هذا الأمر يؤدي إلى فقدان الثقة بين الزبائن والباعة، مما يدفعهم للعزوف عن الشراء من هؤلاء الذين يتعمدون الخلط بين الأنواع. ويفضل الكثير من الزبائن شراء المحاصيل الزراعية من متاجر موثوقة، حيث تتوفر الشفافية والوضوح.
المنافسة العادلة
شدد السماعيل على أن حالات الغش في المحاصيل الزراعية المحلية والأجنبية غالبًا ما تكون نتيجة للتشابه في الشكل والمظهر. ورغم أن الجودة والمذاق تختلفان، إلا أنه في بعض الأحيان لا يستطيع المشترون العاديون التفريق بين الأنواع، مما يضر بالمنافسة العادلة. يجب أن تكون هناك فوارق واضحة في الأسعار، حتى لا تتأثر جودة المحاصيل المميزة، حيث أن تساوي الأسعار قد يؤدي إلى اختفاء المحاصيل ذات الجودة العالية من الأسواق.