سجّل سوق العمل السعودي خلال الربع الثاني من عام 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المشتركين الخاضعين لأنظمة ولوائح التأمينات الاجتماعية، حيث بلغ الإجمالي 12.87 مليون موظف مقارنة بـ11.7 مليون موظف في الفترة نفسها من عام 2024. وهذا يعني إضافة 1.164.852 موظفًا جديدًا خلال عام واحد فقط، أي ما يعادل متوسطًا يوميًا يقارب 3.191 موظفًا إضافيًا، مما يدل على ديناميكية الاقتصاد الوطني وقدرته على استيعاب المزيد من الكفاءات والعمالة في آن واحد.
صعود المهن الأولية والاختصاصيين
أظهرت قراءة «الوطن» لأحدث بيانات سوق العمل الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء أن الفئة الأكثر إسهامًا في هذه القفزة كانت المهن الأولية، التي ارتفعت بنسبة 16.5%، مضيفة نحو 760 ألف وظيفة جديدة، لتقفز من 4.58 مليون إلى أكثر من 5.34 مليون.
نمو ملحوظ في فئات المديرين والاختصاصيين
على الصعيد النوعي، شهدت فئة المديرين نموًا بواقع 11%، لتصل إلى أكثر من 401 ألف موظف، بينما قفزت فئة الاختصاصيين بنسبة 11.5%، لتُضيف ما يزيد على 180 ألف موظف جديد. هذا الاتجاه يؤكد تصاعد الطلب على الكفاءات الإدارية والعلمية، بما يتماشى مع التحول نحو اقتصاد المعرفة وتعزيز القدرات المؤسسية في القطاعات المالية والتقنية والطبية.
تحديات في بعض الفئات التقليدية
كما ارتفع عدد مشغلي المصانع والآلات وعاملي التجميع بنسبة 9.5%، مضيفين أكثر من 112 ألف وظيفة. في المقابل، سجلت فئة الفنيين والاختصاصيين المساعدين زيادة معتدلة بلغت 6.1%.
تراجع بعض الفئات الوظيفية
أظهرت فئات مثل عاملي الدعم المكتبي والخدمات والمبيعات نموًا طفيفًا، بلغ 3.8% و3.9% على التوالي، مما يعكس تشبع السوق في بعض الوظائف التقليدية أو دخول الأتمتة والتقنيات الرقمية على خط تقليص الأدوار المكتبية الروتينية.
توجهات السوق المستقبلية
في المقابل، تراجعت بعض الفئات، أبرزها فئة مهن أخرى التي انخفضت بنسبة 35.9%، لتتراجع من 75 إلى 48 ألف موظف فقط. كما تراجعت وظائف الزراعة والغابات ومزارع الأسماك بنسبة 7.8%، بينما انخفضت أعداد عاملي الحرف بنسبة 1.7%.
ويؤكد النمو الإجمالي، البالغ 10% سنويًا حسب مراقبين، أن سوق العمل السعودي لا يكتفي بزيادة الأعداد، بل يشهد أيضًا تحولات نوعية تعزز من جودة الوظائف وتنوعها.
