فنزويلا تسعى لعقد اجتماع مجلس الأمن لمناقشة التوترات مع واشنطن
أعلنت الحكومة الفنزويلية عن طلبها لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، وذلك لمناقشة الأوضاع المتدهورة بين فنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية. تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه البلد اللاتيني توترات متزايدة مع واشنطن، والتي اتهمتها كاراكاس بالتدخل في شؤونها الداخلية. وصرح وزير الخارجية الفنزويلي، أنطونيو أرياس، بأن "الوضع الحالي يتطلب من المجتمع الدولي التدخل لحماية سيادة فنزويلا ومواجهة الانتهاكات الأمريكية". هذا وقد أشار إلى أن البلاد تواجه ضغوطًا شديدة من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة، والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الفنزويلي.في السياق نفسه، أكد أرياس أن فنزويلا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ"العدوان الأمريكي"، وأنها ستسعى إلى دعم المجتمع الدولي لحماية حقوقها. وقد دعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التحديات، مشيرًا إلى أن "فنزويلا بحاجة إلى دعم حقيقي من الدول الأعضاء في مجلس الأمن". كما أضاف أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يدرك أن أي تدخل في شؤون فنزويلا الداخلية سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع وزيادة التوترات في المنطقة.
من جهة أخرى، أبدت الولايات المتحدة رد فعل سريع على هذا الطلب، حيث اعتبرت أن أي اجتماع لمجلس الأمن يجب أن يركز على انتهاكات حقوق الإنسان في فنزويلا، وكذلك الأزمات الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفنزويلي. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن "فنزويلا بحاجة إلى تغييرات حقيقية في قيادتها"، وأن العقوبات المفروضة تهدف إلى الضغط على الحكومة لتغيير سلوكها.
تأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه الشعب الفنزويلي من أزمات اقتصادية خانقة، حيث ارتفعت معدلات البطالة والفقر بشكل غير مسبوق. وقد أظهرت التقارير أن أكثر من 80% من سكان البلاد يعيشون في فقر مدقع، مما يزيد من حالة الاستياء الشعبي تجاه الحكومة. في ظل هذه الظروف، تأمل فنزويلا أن يحظى طلبها بدعم من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وأن يتمكن الاجتماع من طرح حلول فعالة للأزمة التي تواجهها البلاد.
في النهاية، يبقى التساؤل حول مدى استجابة المجتمع الدولي لطلب فنزويلا، وما إذا كان الاجتماع سيؤدي إلى نتائج ملموسة تساعد في تحسين الوضع القائم. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة اختبار للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه أمريكا اللاتينية، وما إذا كانت واشنطن ستستمر في موقفها المتشدد تجاه حكومة مادورو.