2025-10-12 - الأحد

أحمد العلي يطلق كتابين شعريين يعكسان تاريخ الخليج والجزيرة

{title}

صدر حديثاً عن مجموعة كلمات (دار روايات – الشارقة) كتابان للشاعر أحمد العلي، الأول بعنوان «الزيت». يعتبر هذا الكتاب شعرياً غير تقليدي، حيث يمزج العلي بين السرد والشعر والتوثيق في بناء بانورامي للتاريخ. يأتي هذا الإصدار احتفالاً بمرور مئة عام على صدور كتاب «ملوك العرب» لأمين الريحاني، ليقدم العلي عملاً عابراً للأنواع ينفتح على كل ما يمكن أن يتحول إلى شعر.

وأخذ أحمد العلي من الأحساء شرق السعودية مسرحاً لشعره وسرده، نظراً لأهمية المنطقة التاريخية والجغرافية. يستعرض الكتاب تاريخ الأحساء عبر مشاهد درامية تبدأ من خيمة الريحاني في ميناء العقير، وصولاً إلى مجلس الملك عبد العزيز في الرياض وقصر محمد علي باشا في مصر، ليمر على فترات تاريخية شهدت تواجد الفرنسيين والبرتغاليين والبريطانيين.

وأكد الكتاب على أهمية «الزيت» في تغيير تاريخ الخليج والجزيرة، مع إبقاء إنسانها على أصالته رغم عواصف التغيير. يعكس النصوص كيف أثرت تلك العناصر على تاريخ المنطقة.

أما الكتاب الثاني لأحمد العلي، فقد جاء بعنوان «ليس للسابح أن يعلو على الماء»، وصدر بمناسبة إدراج جبل الفاية في منطقة مليحة بالشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. كتب هذا العمل في ظلال الجبل، حيث استعاد الكاتب صلة الإنسان القديم بالأرض، مما يضفي عمقاً لغوياً على النص.

وأوضحت صياغة الكتاب بلغة مشحونة بالترميز والمجاز، حيث لا مجال للبذخ اللغوي. كل جملة تمثل ضرورة وجودية، مما يجعل الكلام نفسه امتداداً للصراع من أجل البقاء.

واعتمد الشاعر على فكرة الحوار من خلال جمل قصيرة تميل إلى الحكمة والتأمل. تشبه هذه الجمل ومضات مسترسلة ترسم نصاً مفتوحاً على التأويلات، حيث يستلهم العلي من التقاليد الصوفية روحاً عميقة.

ويدور الكتاب حول فكرة متخيلة، وهي العثور على مخطوط بعنوان «ليس للسابح» أثناء ترميم مسجد جواثا بالأحساء. تكرر فيه فكرة «المُلقّن» الذي يوجه الكاتب في لعبة نصية تذيب الحدود بين المؤلف والصوت الآخر.

ويذكر أن أحمد العلي شاعر ومترجم سعودي، يعمل في تحرير الكتب ونشرها. أصدر ثلاثة مجموعات شعرية، آخرها «لافندر»، وكتاباً في أدب الرحلة بعنوان «دليل التائهين إلى نيويورك». كما أنه يعد من الأسماء البارزة في «أنطولوجيا الشارقة للإبداعات العربية المعاصرة».