أطلقت اللجنة المصرية لإغاثة أهالي غزة اليوم السبت مبادرة إنسانية تهدف إلى تأمين عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة. حيث تم تخصيص 100 شاحنة لنقل العائدين من عدة نقاط تجمع رئيسية في القطاع.
وأضافت اللجنة في بيانها أن الأولوية في النقل ستكون لكبار السن والنساء والأطفال. مشددة على استمرار التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في جميع مراحل الصمود وإعادة الإعمار.
احتفالات في دير البلح
خرج عشرات المواطنين في مدينة دير البلح وسط القطاع في مظاهرة احتفالية تزامناً مع بدء عملية العودة ووقف إطلاق النار. حيث رفعوا العلم المصري ورددوا شعارات:
«لا للتهجير... وتحيا مصر».
وأكدت هذه الخطوة الجهود المصرية المستمرة لدعم استقرار قطاع غزة ومساعدة سكانه على العودة إلى منازلهم بعد أشهر من النزوح والمعاناة. وسط إشادات فلسطينية بالدور المصري في تحقيق التهدئة وإغاثة المتضررين.
وأتى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس ليضع ملف المساعدات الإنسانية في مقدمة بنوده. بعد أشهر من الضغوط الدولية والانتقادات الحقوقية لتجويع الفلسطينيين في غزة. حيث أعلنت الأمم المتحدة رسمياً المجاعة في القطاع.
العريش.. مركز الدعم لغزة
في مدينة العريش بشمال سيناء، التي تحولت منذ 7 أكتوبر 2023 إلى غرفة عمليات إنسانية كبرى. تشهد المؤسسات الحكومية والإغاثية حالة استنفار لاستقبال المرحلة الجديدة من المساعدات.
وأكد محافظ شمال سيناء خالد مجاور لصحف محلية أن آليات إزالة الركام وإعادة الإعمار جاهزة لدخول غزة فور تلقي الضوء الأخضر من السلطات المختصة. مشيراً إلى أن المستشفيات والمطارات والموانئ المصرية مهيأة لاستقبال الجرحى والإمدادات من مختلف أنحاء العالم.
مشاركة أممية وإقليمية واسعة
من جانبه، أوضح المتحدث باسم وكالة الأونروا أن الوكالة أعدّت نحو 6 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة للانطلاق إلى داخل غزة. حيث تستعد الفرق الإنسانية لمواجهة التحديات القادمة.
كما استدعى الهلال الأحمر المصري أعداداً أكبر من المتطوعين استعداداً لاستقبال التدفق المتزايد من المساعدات التي ستقوم الدول بإرسالها خلال الأسابيع المقبلة.
تحديات وضمانات جديدة
رغم الأجواء الإيجابية، أبدى مراقبون قلقهم من بنود الاتفاق. خصوصاً أن المرحلة الحالية تُعد تمهيدية وليست نهائية. حيث لا تزال هناك تحديات تتطلب الحذر.
ويسمح اتفاق إنهاء الحرب بزيادة حجم المساعدات إلى 600 شاحنة يومياً، مقارنة بـ100 شاحنة فقط سمحت بها إسرائيل منذ يوليو الماضي. وهو رقم لا يغطي سوى جزء يسير من احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني.
وقد تمثلت العراقيل الإسرائيلية سابقاً في التفتيش المفرط، قصر ساعات العمل في المعابر، والعطلات المتكررة. مما أدى إلى تباطؤ دخول المساعدات وتفاقم الكارثة الإنسانية.
حرية أكبر للمساعدات وممر جديد عبر رفح
من أبرز بنود الاتفاق الجديد منح المساعدات حرية حركة أوسع لتشمل:
• الغذاء والدواء.
• شحنات الوقود لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه.
• آليات إزالة الركام والمنازل الجاهزة.
كما تقرر إعادة تشغيل معبر رفح بشكل مباشر لحركة الأفراد والجرحى والمساعدات، من دون المرور عبر المعابر الإسرائيلية كرم أبو سالم والعوجة. ما سيُخفف كثيراً من القيود السابقة.
وختاماً، أكد وزير الدفاع الإيطالي أن بلاده، ضمن بعثة المراقبة الأوروبية لمعبر رفح، ستستأنف مهامها يوم الثلاثاء المقبل لضمان انسيابية الحركة الإنسانية.