2025-10-12 - الأحد

النشر الذاتي: ثورة جديدة في عالم الكتب

{title}

النشر الذاتي: ثورة جديدة في عالم الكتب

علاء الدين محمود

أصبح مصطلح النشر الذاتي شائعاً للغاية في الآونة الأخيرة. وهو يشير إلى العملية التي يقوم فيها الكاتب بنشر أعماله بنفسه. سواء كانت كتباً أو محتوى رقمياً آخر. هذا يعني عدم الاعتماد على دور النشر التقليدية. إذ يسيطر الكاتب على جميع مراحل عملية النشر، بما في ذلك التسويق والتوزيع.

وأضافت شركات مثل «أمازون» و«كتب غوغل» فرصة كبيرة للمؤلفين لنشر كتبهم بأنفسهم، حيث كانت دور النشر تمثل عقبة كبيرة أمام طباعة المؤلفات. هذا الأمر ينطبق بشكل خاص على الكتّاب الجدد الذين يسعون لإيصال أفكارهم للجمهور.

وأكد الكثيرون أن النشر الذاتي يمكن أن يكون بديلاً حقيقياً، ولكن هل يمكن أن تتم هذه العملية من دون فوضى؟ فهناك قلق من إغراق الساحة بالكتب التي تحتوي على معلومات خاطئة أو مضللة. حيث يتم نشر المحتوى دون وجود جهة رسمية تراجع صحته.

ونوه البعض إلى أن هذه التساؤلات تعكس القلق المتزايد حول جودة المحتوى، خاصة بعد الانتشار الكبير لمنصات النشر الذاتي. فالإعلانات الجذابة مثل «انشر كتابك» تثير حماس المؤلفين، لكنها تثير أيضاً مخاوف من عدم وجود معايير مهنية.

بينما تعتبر جملة «انشر كتابك» من أكثر العبارات انتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تحمل تشجيعاً واضحاً. لكنها أيضاً تمثل بداية حقبة جديدة، حيث يتخلص الكتاب من قيود الناشرين الذين يسيطرون على عملية النشر.

وشدد الكثيرون على أهمية دور النشر التقليدية كحراس للقيم المعرفية. فهذه الدور، رغم عيوبها، كانت تمثل حاجزاً يحمي الساحة الثقافية من المعلومات الزائفة. لذا، قد يكون للنشر الذاتي آثار سلبية على دقة المعلومات.

وأوضحت الظاهرة الجديدة أنها تثير جدلاً كبيراً بين الكتاب والقراء، حيث تفتح المجال لكتّاب غير معروفين قد لا يتصفون بالكفاءة. ورغم أن النشر الذاتي كان موجوداً سابقاً، إلا أن معظم من قاموا به كانوا شخصيات أدبية معروفة.

بينما تشير الحالة الحالية من النشر الذاتي إلى ظهور أسماء مجهولة، مما يزيد من المخاوف حول جودة المحتوى المنشور. لذا، يبقى السؤال: هل يمكن للنشر الذاتي أن يكون بديلاً فعالاً للنشر التقليدي، أم أنه سيؤدي إلى تدهور معايير المعرفة؟